الأرض بمثاله وقدره أن البيت الذى بنته الملائكة كان بطول البيت المعمور الذى بالسماء ، وقدره وإنه غير البيت المعمور ونقل السيد التقى الفاسى عن تاريخ الأزرقى عن مقاتل يرفع الحديث إلى النبى صلىاللهعليهوسلم فى حديث حدث به «أن آدم عليه الصلاة والسلام قال : أى رب إنى أعرف شقوتى إنى لأرى شيئا من نورك بعيد فأنزل الله عزوجل البيت المعمور على عرض البيت ، وموضعه ، من ياقوتة حمراء ولكن طولها كما بين السماء والأرض وأمره أن يطوف به فأذهب الله عنه ذلك الغم الذى كان يجده قبل ذلك ثم رفع على عهد نوح». انتهى ففى هذه الرواية أيضا أن المنزل عليه نفس البيت المعمور لا الخيمة وأنه ليس هناك بناء واستفيد من هذه الرواية أن تلك الخيمة المسماه فى الحديث بالبيت المعمور على عرض البيت وموضعه وأن طولها كما بين السماء والأرض ، وحيث قلنا بأن الملائكة وآدم بنت البيت وتقدم أنهم أمروا ببناء البيت الشريف ، وأن يكون بمثال البيت المعمور وقدره مع ما تقدم من أن الخيمة طولها كما بين السماء والأرض لزم من ذلك أن لا يكون بناؤهم فى الارتفاع على ثبوت بناء آدم أو الخليل ـ صلى الله عليهما وسلم ـ لأنهم مأمورون إن بنوا البيت على مثال البيت المعمور وقدره فليتأمل هذا ويحتمل أن يقال أيضا أن الكعبة بنيت أربع مرات الأول بناء الملائكة وآدم فى آن واحد ويشهد له ما سيأتى قريبا عن ابن عباس عند ذكر السبب فى بناء آدم كما ستقف عليه وهو مجرد تأسيس ، الثانى بناء الخليل ـ عليه الصلاة والسلام ـ ، الثالث بناء قريش ، الرابع بناء ابن الزبير والحجاج ويكون البناء الأول والرابع مشتركا ثم على القول بأن ذلك فى أنين فهو تأسيس أيضا كما ذكره أنفاس فى شفاء الغرام لا بناء مرتفع كغيره من الأبنية الآتى وصفها لأن حينئذ يحتاج إلى معرفة السبب فى نقص بناء الملائكة على تقدير أوليته حتى بناء آدم وفى نقص بناء آدم أن لو كان أولا حتى بنته الملائكة كما ستعلمه عن ذكر أسباب الأبنية الآتية إن شاء الله تعالى ولم أر أحدا ذكر ذلك فيما وقعت عليه ولا تعرض لمقدار ارتفاع بناء الملائكة وآدم فى السماء كم هو فيحتمل أنه كان مرتفعا وحفظ من الهدم والتغير إلى أن بنى عليه أدم أو الملائكة على الخلاف أيهما كان أولا أو أنه انهدم لتناسخ القرون فبنى ثانيا على