تعالى إليه البيت المعمور كأنه ياقوتة حمراء تلتهب التهابا وله بابان شرقى وغربى قد نظمت حيطانه بكواكب بيض من ياقوت الجنة فلما استقر البيت من الأرض أضاء نوره ما بين المشرق والمغرب فنفرت لذلك الجن والشياطين وفزعوا فصعدوا فى الجو ينظرون من أين ذلك النور؟ فلما رأوه من مكة أقبلوا يريدون الاقتراب اليه فأرسل الله تعالى ملائكة فحاموا حول الحرم فى مكان الإعلام اليوم فمنعتهم فمن ثم ابتدىء اسم الحرم الثانى ما رواه وهب بن منبه «أن آدم صلىاللهعليهوسلم لما نزل إلى الأرض اشتد بكاؤه فوضع الله تعالى له خيمة بمكة موضع الكعبة قبل الكعبة وكانت الخيمة ياقوتة حمراء من الجنة وفيها ثلاثة قناديل فيها نور يلتهب من الجنة ، وكان ضوء النور ينتهى إلى مواضع الحرم وحرس الله تلك الخيمة بملائكة وكانو يقفون على مواضع أنصاب الحرم يحرسونه ويدرون عنه سكان الأرض من الجن فلما قبضه الله تعالى رفعها إليه والثلاث روى أن إبراهيم صلىاللهعليهوسلم لما بنى البيت قال لإسماعيل : ابغنى حجرا أجعله للناس آية فذهب إسماعيل ولم يأت بشىء ، ووجد الركن عنده ، فقال : من أين يكن هذا قال جاء به من لم يكلمنى إلى حجرك جاء به جبرائيل فوضعه إبراهيم موضعه هذا فأنار الحجر شرقا وغربا ويمينا وشمالا فحرم الله الحرم حيث انتهى اليه نور الركن وإشراقه من كل جانب ، الرابع أن آدم عليه الصلاة والسلام لما أهبط إلى الأرض خاف على نفسه من الشياطين ، واستعاذ بالله تعالى فأرسل الله تعالى ملائكة حفوا بمكة من كل جانب وقفوا حولها فحرم الله تعالى الحرم ، حيث وقفت الملائكة» انتهى وزاد فى شفاء الغرام تبعا للسهيلى وجها خامسا وهو أنه قيل أن الله تعالى حين قال للسموات والأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين لم يجب بهذه المقالة من الأرض إلا أرض الحرم ولذلك حرمها وقال الزركشى ـ رحمهالله تعالى ـ فى الأعلام فإن قيل ما الحكمة فى تحديد الحرم قيل فيه وجوه : أحدهما التزام ما ثبت له من الأحكام وتبين ما اختص به من البركات ، الثانى ذكر أن الحجر الأسود لما أتى به من الجنة كان أبيضا مستنيرا أضاء منه نور فخبت ما انتهى ذلك النور وكانت صدور الحرم وهذا معنى يناسب والأمر فوق ذلك ، الثالث أنه أنوار موضوعة عن العالم الأعلى ربانى وسر روحانى توجه