غربى فجعله مستقبل البيت المعمور فلما كان زمن الغرق رفع فى ديباجتين فهو فيهما إلى يوم القيامة واستودع الله تعالى الركن أبا قبيس انتهى وهذه الرواية تقتضى أن هذه الخيمة غير البيت المعمور فتأمل وروى الأزرقى أيضا أن آدم هبط بياقوتة حمراء مجوفة لها أربعة أركان بيض فوضعها على الأساس فلم يزل إلى زمن الطوفان ، وفى رواية نقلها الشامى «أن الله تعالى عزا آدم بخيمة من خيام الجنة ، وضعها الله تعالى له بمكة فى موضع الكعبة قبل أن تكون الكعبة وتلك الخيمة ياقوتة حمراء من ياقوت الجنة فيها ثلاث قناديل من ذهب فيها نور يلتهب من نور الجنة ، ونزل معها يومئذ الركن وهو ياقوتة بيضاء من ربض الجنة وكان كرسيا لآدم صلىاللهعليهوسلم يجلس عليه فلما كان آدم صلىاللهعليهوسلم بمكة حرسه الله تعالى ، وحرس له تلك الخيمة بالملائكة كانوا يحرسونها ويدرون عنها سكان الأرض وساكنوها يومئذ الجن والشياطين ولا ينبغى لهم أن ينظروا إلى شيء من الجنة والأرض يومئذ طاهرة نقية طيبة لم تنجس ، ولم يسفك فيها الدم ولم يعمل فيها الخطايا فلذلك جعلها الله تعالى مسكن الملائكة ، وجعلهم فيها كما كانوا فى السماء يسبحون الله تعالى الليل والنهار لا يفترون ، وكان وقوفهم على أعلام الحرم صفا واحدا مستدبرين بالحرم كله الحل من خلفهم ، والحرم كله من أمامهم ولا يجوزهم جن ولا شيطان من أجل مقام الملائكة وكان آدم صلىاللهعليهوسلم إذا أراد لقاء حواء يعلم بها لأجل الولد خرج من الحرم ، حتى يلقاها فلم تزل خيمة آدم مكانها حتى قبض آدم ورفعها الله تعالى إليه» وذكر الحديث انتهى فهذه كلها مصرحة بأن البيت المعمور ليس من عتيق فكيف خفى هذا على صاحب النبراس مع جامعيته حتى أقر هذا الجواب ولم يغير منه وتبعه على ذلك النجم القبطى وكيف أقر العلماء هذا الجواب وذكره للسلطان برقوق وذكر المحب الطبرى فى القرى فى سبب تجديد الحرم واختلاف حدوده أربعة أوجه الأول ما رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : لما أهبط آدم صلىاللهعليهوسلم ساجدا معتذرا فأرسل الله تعالى إليه جبرائيل بعد أربعين سنة فقال : ارفع رأسك فقد قبلت توبتك فقال : إنما أتلهف على ما فاتنى من الطواف بعرشك مع ملائكتك فأوحى الله فقال إليه : أنى سأنزل إليك بيتا أجعله قبلة فأهبط الله