اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) وما تقدم عن على بن الحسين يخالف ذلك وقوله لاعتراضهم فى علمه يخالف ما تقدم عن ابن كثير من أن ذلك منهم على وجه الاستكشاف لا الاعتراض اللهم إلا أن يراد ما صورته صورة الاعتراض فلا مخالفة وفى بعض الروايات أن الله تعالى بعث ملائكة فقال لهم ابنوا بيتا على مثال البيت المعمور وقدره ففعلوا وأمر الله تعالى أن يطاف به كما يطاف بالبيت المعمور وإن هذا كان قبل خلق آدم عليهالسلام ، وقبل خلق الأرض بألفى عام وإن الأرض دحت من تحتد.
فصل فى الكلام على البيت المعمور وشىء من خبره على سبيل الاستطراء ذكر شيخ مشايخنا العلامة النجم الغيطى فى معراجه أن الحافظ البرهان الحلبى فى نور النبراس على سيرة ابن سيد الناس أن السلطان الظاهر برقوق سأل عن البيت المعمور من أى شىء هو فأجاب بعض المعاصرين بأنه من تحقيق ونقله عن بعض التفاسير انتهى وأقول ذكر الكشاف فى تفسير قوله تعالى (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ) الآية أنه روى أن الله تعالى أنزل البيت ياقوتة من يواقيت الجنة له بابان من زمرد شرقى وغربى وقال لآدم عليهالسلام أهبطت لك ما يطاف به كما يطاف حول عرشى فتوجه آدم من أرض الهند إلى مكة على رجليه فكان على ذلك إلى أن رفعه الله أيام الطوفان إلى السماء الرابعة فهو البيت المعمور انتهى المقصود منه وهذا صريح فى أنه من يواقيت الجنة وأن بابيه من الزمرد وسيأتى أن تلك الياقوتة حمراء وأن بها ثلاث قناديل من ذهب من بئر الجنة فبها يلتهب من نور الجنة وذكر التقى الفاسى عن تاريخ الازرقى عن مقاتل يرفع الحديث إلى النبى صلىاللهعليهوسلم فى حديث حدث به أن آدم عليهالسلام قال : أى رب إنى أعرف شقوتى إنى لأرى شيا من نورك بعيد فأنزل الله عزوجل عليه البيت المعمور على عرض البيت وموضعه من ياقوتة حمراء ولكن طولها كما بين السماء والأرض وأمره أن يطوف به فأذهب الله عنه الغم الذى كان يجد قبل ذلك ثم رفع على عهد نوح انتهى وروى الازرقى من طريق ابن جريح عن مجاهد قال بلغنى أنه لما خلق الله تعالى السموات والأرض كان أول شىء وضعه فيها البيت الحرام وهو يومئذ ياقوتة حمراء بابان أحدهما شرقى والآخر