وأن للجهة لا للبناء والجهة لم ترفع فراجعه وبقى القول بأن البيت المعمور هو نفس الخيمة التى أنزلت على آدم وقد صرح به الحليمى فى منهاجه على ما سيأتى ذكره فى بناء آدم وقد نقله أيضا ابن حجر الهيثمى فى رسالته المناهل العذبة حيث قال : وفى منهاج الحليمى أنه أهبط مع آدم صلىاللهعليهوسلم بيت فكان يطوف به والمؤمنون من ولده كذلك إلى زمان الغرق ثم رفعه الله فصار فى السماء وهو الذى يدعى البيت المعمور ومعنى أهبط بيت معه انه أهبط مقدار البيت المعمور طولا وعرضا وسمكا ثم قيل له ابن بقدره وحياله وكان حياله موضع الكعبة فبناها فيه ورمى الخيمة التى أنزلها الله تعالى لآدم من ياقوت بها فيجوز أن تكون أنزلت وضربت فى موضع الكعبة فلما أمر ببنائها فبناها كانت حول الكعبة طمأنينة لقلب آدم ما عاش ثم رفعت فتتفق الأخبار انتهى كلام ابن حجر فى الرسالة وبقى احتمال أنه اسم لبناء الملائكة وأنه هل رفع أو كان أنزله عليه وخيمة قبل آدم فليراجع فإنى لم أقف على القول بذلك هذا والعجب من المؤرخ القطبى حيث جوز أن يكون الثابت لسيدنا آدم أنه جمع له بين خيمة أنزلت عليه مع البيت المعمور معا ، وأنه لعلها رفعت الخيمة بعد وفاة آدم عليهالسلام وبقى البيت المعمور إلى أن وقع الطوفان قال : وفى ذلك من ارتكاب المجاز ما يصحح به هذه الروايات المتباينة ظواهرها ـ والله أعلم ـ والجاهل له على ذلك أن يبين الروايات تنافيا ففى بعضها التصريح بالرفع لها بعد موت آدم ، وأن أولاده أو خصوصا شيت بنى البيت بالطين بعده وفى بعضها أنها بقيت بعده إلى زمن الطوفان فرفعت فجمع بين هذه الروايات بأن المرفوع بموته هو الخيمة فقط ، وبقى البيت المعمور مستقرا فى محل الكعبة فلا يمكن حينئذ آدم ولا أحد من ولده شيث أو غيره من بنائها مع استقرار البيت المعمور فى محلها فرواية إلى زمن الطوفان ، والرواية لا يحصل معها بناء آدم ولا أولاده قبل الطوفان والرواية فيها ذلك ، وكان القطب لم يقف على كلام الحليمى فى منهاجه الذى نقله ابن حجر وهو أن الهابط مع آدم إنما هو خيمة بقدر البيت المعمور ، وطوله وسمكه ، ثم قيل له ابن على قدره وحياله وكان حياله موضع الكعبة فبناها فيه ورمى الخيمة التى أنزلها الله تعالى لآدم من ياقوت الجنة يتمل بها فيجوز أن تكون أنزلت وضربت فى موضع الكعبة فلما أمر ببنائها فبناها ، وكانت حول