الكعبة طمأنينة لقلب آدم ما عاش ثم رفعت فتتفق الأخبار وكان القبطى رأى أن الجواب بذلك وإن حصل به الجمع بين بناء آدم ونزول الخيمة ، لكن لا يحصل به الجمع بين رفعها بمجرد موت آدم وبقائها إلى زمن الطوفان ، فلا يحصل ذلك إلا بالاختلاف بين الخيمة ، والبيت المعمور فتأمل ذلك. هذا وقيل إن البيت المعمور هو الذى بمكة ، وهو معمور بمن يطوف به ، وهذا منسوب إلى ابن عباس والحسن وعن محمد ابن عباد بن جعفر أنه كان يستقبل الكعبة الشريفة ويقول : وا حبذا بيت ربى ما أحسنه وأجمله هذا والله البيت المعمور وظاهر هذين القولين ينافى ما تقدم من أنه اسم لما فى السماء السابعة وقد يجاب بأنه لا تنافى بين هذا وما مر لأن البيت المعمور بالاشتراك على ما فى السماء السابعة وهو الأشهر وعلى ما وقع زمن الطوفان وعلى الكعبة فتأمل وأما مفسره فللأزرقى ثلاث روايات : الأولى أنه فى السماء السابعة والثانية أنه فى السماء السادسة ، الثالثة أنه فوق السموات السبع تحت العرش ، وفى رواية لغير الأزرقى أنه فى السماء الرابعة وحيث ذكر غير الأزرقى بأن مقر البيت المعمور فى السماء الرابعة اندفع ما اعترض به مولانا سعدى أفندى على البيضاوى فى حكاية أنه فى السماء الرابعة تبعا للكشاف حيث قال : قوله وهو فى السماء الرابعة بحيال الكعبة فى الأرض بناء ، وأما الذى كان فى زمن آدم صلىاللهعليهوسلم فرفع بعد موته ، فهو فى الرابعة على ما نقله الأزرقى فى تاريخ مكة شرفها الله وفيه أن الحديث فى البيت المعمور فتفسيره بما فى السماء الرابعة ينافيه» انتهى كلامه على سقم فى النسخة الواقعة لى فلتصحح وأقول الرواية الأولى هى المشهورة الصحيحة الموافقة لما رواه مسلم فى صحيحه من حديث ثابت البنانى عن أنس ـ رضى الله عنه ـ من كونه صلىاللهعليهوسلم اجتمع بإبراهيم عليه الصلاة والسلام فى السماء السابعة مسندا ظهره إلى البيت المعمور وهذا الحديث أولى بالاعتماد عليه دون غيره قال غيره قال القاضى عياض ـ رحمهالله تعالى ـ فى الشفا جود ثابت هذا الحديث الأول عن أنس ما شاء ولم يأت عنه أحد بأصوب من هذا وقد خلط فيه غيره عن أنس تخليطا كثيرا لا سيما شريك بن أبى قمر انتهى وروى عن ابى هريرة ـ رضى الله عنه ـ أنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «فى السماء بيت يقال له المعمور بحيال الكعبة ما فى السماء