الرابعة نهر يقال له الحيوان يدخل جبريل كل يوم فينغمس فيه انغماسة ثم يخرج فينتفض انتفاضة يخر عنه سبعون ألف قطرة يخلق الله تعالى من كل قطرة ملكا يؤمرون أن يأتوا البيت المعمور فيصلون فيه فيفعلون ثم يخرجون فلا يعودن إليه أبدا ويولى عليهم أحدهم يؤمر أن يقف بهم فى السماء موقف يسبحون الله فيه ، إلى أن تقوم الساعة». وفى سنده ضعف قال الشامى والصواب أنه ليس بموضع كما بينته فى الفوائد المجموعة فى بيان الأحاديث الموضوعة وروى أبو الشيخ من طريق الليث قال حدثنى خالد بن سعد قال : بلغنى أن إسرافيل مؤذن أهل السماء يسمع تأذينه من فى السموات السبع ومن فى الأرض الا الجن والانس ثم يتقدم عظيم الملائكة فيصلى بهم قال وبلغنا أن ميكائيل يؤم الملائكة بالبيت المعمور ، واستدل بهذه الأحاديث على أن الملائكة أكثر المخلوقات لأنه لا يعرف من جميع العوالم ممن يتجدد من جنبه فى كل يوم سبعون ألفا غير ما ثبت فى هذه الأخبار» انتهى كلام الشامى قلت وأستفيد منه أن خلق الملائكة بالتدريج لا دفعى فتردد العراقى فى أسئلته فى ذلك مع وجود هذا مدفوع تأمل ، وأما سبب بناء أدم صلوات الله عليه فروى عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ أن الله تعالى لما أهبط آدم كان رأسه فى السماء ، ورجلاه فى الأرض ، وهو مثل الفلك من رعدته قطأطأ الله عزوجل منه إلى ستين ذراعا فقال يا رب ما لى لا أسمع صوت الملائكة فقال له حطيتك يا آدم ، ولكن اذهب فابن لى بيتا فطف به ، واذكرنى حوله كما رأيت الملائكة تصنع حول عرشى ، فأقبل آدم يتخطى فطويت له الأرض ولم يقع قدمه فى شىء من الأرض إلا صار عمرانا وبركة حتى انتهى إلى مكة فبنى البيت الحرام بعد أن ضرب جبريل عليهالسلام بجناحه الأرض ، فأبرز عن أس ثابت فى الأرض السفلى فقذفت فيه الملائكة الصخر ما يطيق الصخرة منها ثلاثون رجلا قال ابن عباس ـ رضى الله تعالى عنهما ـ فكان أول من أسس البيت وصلى فيه وطاف به آدم ـ عليهالسلام ـ ولم يزل كذلك حتى بعث الله الطوفان فدرس موضع البيت. أقول هذا مما يشهد لبناء الملائكة وآدم فى آن واحد كما سبقت الإشارة اليه ثم فى كون آدم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أول من طاف وصلى لعلة بالنظر إلى بيته