فهو أول نبى فلا ينافى سبق الملائكة له على ذلك أو المراد بالطواف الطواف المخصوص قال العلامة العز بن جماعة : «فى قول الأزرقى فمنذ طاف آدم كانت سنة الطواف لعله يريد سنة الطواف فى العدد وإلا فقد ورد أن الملائكة طافت به قبل آدم ـ عليه الصلاة والسلام ـ فلعله كان بغير عدد أو بغير ذلك العدد إذا أراد سنة لبنيه من بعده ، والله أعلم. انتهى. ويروى بناه من خمسة أجبل لبنان ، وطور وطور سيناء ، وطور زيتا ، والجودى ، وحرا متى استوى مع وجه الأرض أى لم يرتفع عنه وفى الكشاف انه روى أن الله تعالى أنزل ياقوتة من يواقيت الجنة له بابان من زمرد شرقى وغربى وقال لآدم ـ عليه الصلاة والسلام ـ أهبطت لك ما يطاف به كما يطاف حول عرش فتوجه آدم من أرض الهند اليه ماشيا وتلقته الملائكة فقالوا بر حجك يا آدم لقد حججنا هذا البيت قبلك بألفى عام وحج آدم أربعين حجة من أرض الهند إلى مكة على رجليه فكان على ذلك إلى أن رفعه الله أيام الطوفان إلى السماء الرابعة فهو البيت المعمور. انتهى. قال المحقق التفتازانى قوله بر حجك على لفظ المبنى للمفعول من بر الله حجه وحج مبرور لا يخالطه شيء من المأثم وقد جاء بر حجه غير متعد وقوله أربعين حجة بكسر الحاء» انتهى ويروى أنه بناه من خمسة أجبل لبنان ، وطور زيتا ، وطور سيناء والجودى ، وحراحتى ، استوى مع وجه الأرض أى لم يرتفع عن وجه الأرض كما قدمته وسيأتى بيان موضع هذه الجبال عند ذكر بناء الخليل ـ عليهالسلام ـ إن شاء ـ الله تعالى ـ والفلك فيما تقدم بضم الفاء هو السفينة ووجه التشبيه أن آدم عليهالسلام قال : الهبوط كان فيه اضطراب كاضطراب السفينة فى البحر قال : هبوب الرياح كذا ذكره بعض المتأخرين والذى ذكره الشامى أن الفلك موج البحر المضطرب وقيل أراد فلكة المغزل قال : دورانها. انتهى. وفى بحر العلوم للنسفى أن الكلبى ذكر عن ابى صالح عن ابن عباس أنه قال : إن آدم لما هبط إلى جبل الهند كان رأسه يمسح السحاب فصلع فأورث ولده الصلع وهذا هو المشهور بين المؤرخين وقالوا : كان آدم يصعد الجبل فيسمع تسبيح الملائكة فقصره الله تعالى حتى بلغ ستين ذراعا وهذا يخالف لما رواه أبو هريرة عن النبى صلىاللهعليهوسلم أنه قال : خلق آدم على صورته وطوله ستون ذراعا كذا فى حياة الحيوان وزاد فى المشكاة فى