الذى يلى الحجر إلى الشق اليمانى وجعلوا فى ركنها الشامى من داخلها درجة يصعد منها إلى سطحها وجعلوه سطحا وجعلوا فيه ميزابا يصب فى الحجر.
تبيهات الأول تقدم فى كلام العلامة المحدث الشامى انه قال فى سيرته تبعا للاستوى أى المركب التى سقفت منها قريش البيت كان البحر رمى بها الى جده وإنها لما بلغت مرساها من جده بعث الله تعالى عليها ريما قحطتها وذكر بعض المتأخرين من المصنفين كابن حجر الهيثمى فى رسالته أن السفينة أقبلت من الروم حتى إذا كانت بمحل يقال له الشعبية بضم الشين المعجمة وهى يومئذ ساحل مكة قبل جده انكسرت انتهى وهذا هو وكأنه ظن أن السفينة يقال لها جده وهى بضم الجيم ساحل مكة تعر وقد سميت بذلك لأنها حاضرة البحر والجدة من البحر والنهر ما ولى البر وأصل الجدة الطريق الممتد لم يجعلها ساحلا لمكة ألا سيدنا عثمان ـ رضى الله عنه ـ وذلك فى سنة ست وعشرين من الهجرة بسؤال أهل مكة لعثمان ـ رضى الله عنه ـ أن يحول لهم الساحل من الشعبية وهى ساحل مكة قديما فى الجاهلية إلى ساحلها اليوم وهى جده لقربها من مكة فخرج عثمان ـ رضى الله عنه ـ إلى جده ورأى موضعها وأمر تحويل الساحل إليها ودخل البحر واغتسل فيه وقال إنه مبارك وقال لمن معه ادخلوا البحر للاغتسال ولا يدخله أحد لا يميز ثم خرج من جده على طريق عسفان إلى المدينة وقد يقال لا يلزم من قوم الشعبية وكونها هى الساحل إذ ذاك رون جده أن لا يكون الريح رمت تلك المركب إلى جده وإنها انكسرت فى مرساها فنقلتها قريش منها وهو لا أيمه لا يتخلون ذلك إلا بالتوقيف وقد ذكروا أن مرساة الشعبية قريبة إلى البر بخلاف مرساه جده لان مرساها لا تقف فيه السفينة بعيدة عن البر ولهذا أمر المهدى بنقل الأساطين من مصر والشام فحملت بحرا إلى ساحل مكة القديم الذى كان أيام الجاهلية وهى الشعبية لكون مرساه أقرب إلى البر من مرساة جده وصارت الأساطين الرخام تحمل منها على العجل إلى مكة ويتحاكى العربان أن بها إلى الآن بقايا أساطين الرخام دفنتها الريح بالرمل.
وقول التقي (١) الفاسى : أنها حلت إلى جده محل نظر هذا وقد تقدم فى كلام الشيخ الشامى انه قال : تبعا للإسنوى كانت هذه السفينة لقيصر ملك
__________________
(١) شفاء الغرام ١ / ٩٢.