راخر وهو أنه نقطة الدايرة الياقوتية انتهى وذكر الفاسى فى تاريخه أن الحجر الأسود يطفو على الماء وأنه لا يسحق من النار قال ذكر هاتين الآيتين ابن أبى فى الفرق الإسلامية فيما حكا عنه ابن شاكر الكتبى المؤرخ ، ونقل ذلك من بعض المحدثين ورفعه إلى النبى صلىاللهعليهوسلم ونقل الزركشى فى الأعلام لأن القرامطة لما أن سلموا الحجر الأسود للمسلمين قالوا لهم : يا من لا عقل لهم من أين لكم أن هذا هو الحجر الأسود ولعلنا حفرنا حجرا أسودا من هذه البرية عوضه فسكت الناس إذ كان فيهم عبد الله بن حكيم المحدث فقال : لنا فى الحجر الأسود علامة فإن كانت موجودة فهو وإن كانت معدومة فليس هو ، ثم رفع حديثا غريبا أن الحجر الأسود يطفو على وجه الماء ولا يسحق بالنار إذا أوقد ص ١٤٥ عليه فأحضر القرمطى طشتا ووضع الماء فيه ووضع الحجر فطفى علي الماء ثم أوقدت عليه النار فلم يحس بها ، فمد عبد الله المحدث يده وأخذ الحجر وقبله وقال : أشهد أنه الحجر الأسود ، فتعجب القرمطى من ذلك وقال : هذا دين مضبوط بالنقل وأرسل الحجر إلى مكة قال بن دحية عبد الله بن حكيم : هذا لا يعرف والحجر الأسود جلد لا تخلخل به والذى يطفوا على الماء يكون فيه بعض التخلخل كالحقاف وشبهه انتهى وأما سبب بناء الحجاج وتغير بعض ما صنعه بن الزبير فهو أن ابن الزبير ـ رضى الله عنه ـ لما قتل كتب الحجاج إلى عبد الملك بن مروان يخبره أن ابن الزبير زاد فى الكعبة ما ليس منها وأحدث فيها بابا آخر ، وفى سيرة الشامى أنه كتب له يخبره بذلك وبأنه وضع البناء على أمر قد نظر إليه العدول من أهل مكة واستأذنه فى رد ذلك على ما كان عليه فى نيار قريش فكتب عبد الملك أن البناء من تخليط ابن الزبير فى شىء أما ما زاد فى طوله فأقره ، وأما ما زاد فيه من الحجر بكسر الحاء فرده إلى بنائه ، وسد بابه الذى فتحه يعنى الغربى ، فبادر الحجاج عند ذلك ، ونقض الشق الذى يلى الحجر بالكسر أيضا ، وبناه وربع بابها وسد الباب الغربى ، وقد روى عن غير واحد من أهل العلم أن عبد الملك ندم على إذنه للحجاج فى ذلك ولما أخبره الحارث بن عبد الله بن أبى ربيعة أنه سمع الحديث عن عائشة ـ رضى الله تعالى عنها ـ الذى اعتمده ابن الزبير فيما فعله فى الكعبة وهو قوله ، لو لا قومك إلى آخره وكان الحارث مصدقا لا يكذب فجعل ينكف بقضيب كان فى يده فى