حجارة وحجرين من جانب المصلى وطول المصلى خمسة أذرع وسدس ذراع ومن صدر الشباك الذى داخل المقام إلى شاذرواى الكعبة عشرون ذراعا وثلثا ذراع وثمن ذراع كل ذلك بالذراع المصرى انتهى وقال الإمام القرطبى واختلف فى تعيين المقام على أقوال أصحها أنه الحجر الذى يعرفه الناس اليوم يصلون عنده ركعتى طواف القدوم وفى صحيح مسلم أنه صلىاللهعليهوسلم صلى خلف المقام ركعتين وقرأ «واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى» وفى البخارى عن أنس ـ رضى الله عنه ـ أنه الحجر الذى ارتفع عليه إبراهيم حين ضعف عن رفع الحجارة التى كان إسماعيل عليه الصلاة والسلام يناوله إياها فى بناء البيت وعرقت قدماه فيها قال أنس رأيت فى المقام أثر أصابعه وعقبه وأخمص قدميه غير أنه أذهب مسح الناس ما بديهم انتهى وقال الأزرقى الحافظ القدوة المعمدة الحجة فى تاريخه فى قوله عزوجل «فيه آيات بينات مقام إبراهيم» قيل عطف بيان على آيات وبين الجمع بالواحد لاشتماله على اثار قدميه الشريفين فى الصخرة وبقاؤه وحفظه مع كثرة أعدائه من المشركين دليلا علي قدرة الله تعالى ، وصدق إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، وروى عن مجاهد قال : أثر قدميه فى المقام آية بينة ثم ذكر بيت أبى طالب الذى ذكره الشهاب القسطلانى كما أسلفناه عنه وذكر ابن إسحاق فى السيرة النبوية وغيره حديث بناء إبراهيم عليهالسلام أن يؤذن فى الناس بالحج فقال إبراهيم. وما يبلغ صوتى قال الله عزوجل أذن : وعلى البلاغ قال : فعلى إبراهيم على المقام فأشرف به حتى صار رافع الجبال وأطوالها فجمعت له الأرض يومئذ سهلها وحيلها ، وبرها وبحرها ، وإنسها وجنها ، حتى أسمعهم جميعا فأدخل أصبعين فى أذنيه وأقبل بوجهه يمينا وشمالا شرقا وغربا وبدأ بشق اليمن فقال : أيها الناس كتب الله عليكم حج البيت العتيق فأجيبوا ربكم فأجابوه من تحت التخوم السبعة ومن بين المشرق والمغرب إلى منقطع التراب من أقطار الأرض كلها لبيك اللهم لبيك قال : وكانت الحجارة على ما هى عليه اليوم إلا أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يجعل المقام آية وكان أثر قدميه فى المقام إلى اليوم وروى الأزرقى عن زهير بن محمد أن أوّل من أجاب إبراهيم عليه الصلاة والسلام أهل اليمن قال : وأثر قدمى إبراهيم فى المقام