الصواب لأن هذيما لم يكن أباه وإنما كفله بعد أبيه فأضيف إليه وكانت بإشراف الشام بالغا أخت القاف وهو ما ارتفع من أرضه واحدة شرف تقول قعدت على شرف من الأرض أى مكان مرتفع فركب عبد المطلب فى نفر من بنى أبيه وركب من كل بطن من ، آفنا قريش نظرا لافنا جمع فنوكا جمال ، وحمل أى أخلاطهم ، وكانت الأرض مفاوز بين الشام والحجاز ، والمفاوز القفار واحدتها مفازة وفى اشتقاق اسمها ثلاثة أقوال فقيل : لأن راكبها إذا قطعها فقد فاز ، وقيل : معناها مهلكه يقال : فاز الرجل وفوز مشددا وفاء بالدال المهمله إذا هلك وقيل سميت مفازه على جهة التفاؤل حتى إذا كانوا بمفازه من تلك البلاد ففى ما عبد عبد المطلب وأصحابه حتى أيقنوا الهلكة ثم طلبوا من القوم السقيا ، فقالوا لهم : ما نستطيع أن نسقيكم وانا نخاف مثل الذى أصابكم فقال عبد المطلب لأصحابه ماذا ترون قالوا : ما رأينا إلا تبع رأيك قال أرى أن يحفر كل رجل منكم حفرته ، فكلما مات رجل منكم دفعه أصحابه فى حفرته حتى لا يبقى منكم إلا واحد نضيعه رجل أهون من ضبعة جميعكم ففعلوا ثم قال : والله أن القينا بأيدينا للموت لا يحس ، ولكن نضرب فى الأرض أى نسافر ، ونبتغى لعل الله تعالى يسقينا بعجر فقال لأصحابه : ارتحلوا ما ارتحلوا وارتحل فلما جلس على ناقته فانبعثت به انفجرت عين من خفها بماء عذب فكبر عبد المطلب ، وكبر أصحابه ثم نزل فشرب وشرب أصحابه ، واستقوا وسقوا ثم نادى القائل من قريش فقال : هلموا إلى الماء ، فقد سقانا الله ، فجاؤا واستقوا وسقوا وقالوا يا عبد المطلب : قدو الله قضى لك علينا لا نخاصمك فى زمزم أبدا إن الذى سقاك هذا الماء ، بهذه الفلاة لهو الذى سقاك زمزم ، فارجع إلى سقايتك راشدا ، ولم يصلوا إلى الكاهنة وخلوا بينه وبينها ، فلما رجع عبد المطلب أكمل حفر زمزم وجعل عليها حوضا يملؤه ويشرب الحاج منه فيكسره أناس من حسدة قريش بالليل ، فيصلحه عبد المطلب ، فلما أكثروا إفساده دعى عبد المطلب ربه فأرى فى المنام ، فقيل له : قل اللهم أنى لا أحلها لمغتسل ، ولكن هى للشارب حل بكسر الحاء الحلال ضد الحرام بكسر الباء الموحدة المباح وقيل الشفا من قولهم بل من مرض ، وبل وبعضهم يجعله أتباعا لحل قال فى النهاية ويمنع من جواز الاتباع الواو ، ثم كفيهم فقال عبد المطلب فنادى بالذى