تسقى حجيج الله فى كل مبر تفعل من البريريد فى مناسك الحج ، ومواضع الطاعة ، ليس يخاف منه شىء يا عمر بفتح العين المهملة أى يا عمر هذا الماء فإنه لا يؤذي ، ولا يخاف منه ما يخاف من المياه إذا أنوط فى شربها ، بل هو بركة على كل حال ، فخرج عبد المطلب حين قيل له ذلك إلى قريش ، فقال : تعلمون أنى قد أمرت بحفر زمزم قالوا : فهل بين لك أين هي؟ قال لا قالوا فارجع إلى مضجعك الذى رأيت فيه ما رأيت فإن يك حقا من الله يبين لك وإن يك من الشيطان فلن يعود إليك ، فرجع عبد المطلب فنام فيه ، وقال : اللهم بين لى وأورى فى المنام أحفر تكتم بمثناتين فوقيتين مبنى للمفعول وفى لفظ فقيل : له احفر زمزم ان حفرتها لم تندم وهى تراث من أبيك الأعظم لا تنزف ولا تذم تسقى الحجيج الأعظم مثل نعم جافل لم يقسم الجافل من جفلت الغنم إذا انفلتت بجملتها ولم تقسم لم تتورع ولم تتفرق ينفذ فيها نادر المغنم يكون ميراثا وعقدا محكم ليست لبعضكم ما قد تعلم. فقال : وأين هى فقيل له بين الفرث والدم فى مبحث الغراب الأعصم وهو من الغربان من يشافية بياض قالة الخشنى فى قريه النمل وهو الموضع الذى يجتمع فيه النمل ، فقام عبد المطلب يمشى ، حتى جلس فى المسجد الحرام ينتظر ما سمى له من الآيات ، فنحرت بقرة بالخرورة فانفلتت من جازرها بحشاشة نفسها ، أى بقية روحها حتى غلبها الموت بين الوثنين إساف بكسر الهمزة وفتح المهملة المخففة ونائلة فنون وبعد الألف مثناه تحتيه فنحرت تلك احتمل لحمها فأقبل غراب يهوى حتى وقع على الفرش فبحث عن قرية النمل ، فقام عبد المطلب فحفر هناك ومعه ابنه الحارث ، وليس له يومئذ ولد غيره فجاءته قريش فقالت له : ما هذا النيع قال : أمرت بحفر زمزم فلما كشف عنها ، وأبصروا بالطى كبرو الطى قال ابن هشام ويقال : الطوى والمعنى واحد واعترضه الخشنى بأنه ليس بظاهر لأن الطى الحجارة التى تطوى أى يبنى ، بها البئر سميت بالمصدر ، والطوى هى البئر نفسها فعند ذلك ، عرفت قريش أنه قد ادرك حاجته فقاموا إليه فقالوا : يا عبد المطلب إنها بئر نبينا إسماعيل وإن لنا فيها حقا فأشركنا معك فيها قال : ما أنا بفاعل إن هذا الأمر خصصت به دونكم قالوا تحاكمنا قال نعم قالوا بيننا وبينك كاهنة بنى سعد بن هذيم كذا روى ورواه ابن سراح سعد هذيم باسقاط ابن قال الخشنى وهو