والاستعداد له ومن الأحاديث فى الجهاد عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو ومات على شعبة من نفاق» أخرجه مسلم وأخبرنا أبو محمد الحق بن عبد الكريم بن عبد السلام المالكى العمادى المشهور بسيط زيادة قرأه عليه وأنا أسمع قال : أخبرنا عيسى بن عبد العزيز بن عيسى اللخمى يقرأه الحسن بن أحمد بن عبد الرحمن عليه ، وأنا أسمع أنا أبو طاهر السلفى ، أنا محمد بن عبد العزيز الغسانى ، أنا محمد بن عبد الله بن شنبويه ، أنا أبو بكر أحمد بن موسى ثنا محمد بن عبد الله بن دسته ثنا عبد الواحد بن عتاب ثنا حماد عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبى ذر قال : قلت : يا رسول الله أى الأعمال أفضل قال : «جهاد فى سبيل الله ، ثم إيمان لا شك فيه» ولا خلاف أن الجهاد إما فرض عين ، وإما فرض كفاية والرباط نوع منه وهو أيضا منقسم إلى فرض عين وفرض كفايه وقد يمكن أن يكون سنة لا فرض عين ، ولا فرض كفاية فى بعض الأحوال أما المجاورة فليست فرضا أصلا ، ولا شك أن الفرض أفضل مما ليس بفرض فى الغالب ، لما قاله النبى صلىاللهعليهوسلم عن الله تعالى «ما تقرب المتقربون إلى بمثل أداء ما افترضته عليهم» وإن كان قد خرج عن هذا مسائل يسيرة كالتصدق على المعسر ، الذى هو أفضل من الإنظار الواجب ، ونحو ذلك وإذا تؤمل لم لم توجد المسائل المذكورة خارجة عن ذلك بل هى راجعة إليه فائدة فى الجهاد مع إعلاء كلمة الله تعالى تنبيه للكفار من يكون منهم غافلا ، ودعوة لهم إلى الحق لتقوم الحجة عليهم فمتى تركه المجاهدون أثموا ، ويؤخذ ذلك من قوله تعالى (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ) وهكذا العلماء لا يكتفى منهم بعلمهم وتصنيفهم وتعليمهم من يشاء لهم بل يجب عليهم أن يبتدءوا بتعليم كل جاهل ، وتنبيه كل غافل ، من كافر حربى وذمى ومسلم عاص وغافل ، وألا يطالبهم يوم القيامة لم لا يبلغوا دعوة الرسل ، ويطالبهم أولئك الناس كلهم وهذه لطيفة ينبغى أن ينتبه لها فالعلماء والمجاهدون خلفاء الرسل فى الدعاء إلى الحق ، وقيام حجة الله على خلقه ، مكلفون بذلك والمجاور ونحوه من المنقطعين للعباده يمدونهم بالدعاء بظهر الغيب.