والصلاة قال صلىاللهعليهوسلم : «فذلكم الرباط» وقيل فى هذا الحديث أنه اسم لما يربط به يعنى أن هذه الخلال يربط صاحبها عن المعاصى ، وتكفه عن المحارم ، والربيط : الزاهد الحكيم الذى ربط نفسه عن الدنيا فصل روى أبو داود فى سننه من حديث أبى سعيد عن النبى صلىاللهعليهوسلم أنه سئل أى المؤمنين أكمل إيمانا؟ قال : «رجل يجاهد فى سبيل الله بنفسه ، وماله ، ورجل يعبد الله فى شعب من الشعاب قد كفى الناس شره» وظن بعض الناس أن هذا مخالف لتفضيل العلم على الجهاد وقال : وحمل القاضى عياض على أن المراد من التى للتبعيض ، لأن العلماء أكمل منهم ، وإذا حملناه على من جمع بينه ذلك ، والعلم لم يحتج إلى ما قال فقد يكون كل واحد من الرجلين عالما على أنا نفرق بين أكمل إيمانا ، وأفضل فالعالم أفضل ، وقد يكون غيره أكمل إيمانا منه ، وهذا اللفظ الذى ذكرناه عن أبى داود ولفظ الصحيحين من حديث أبى سعيد أرضا مرفوعا مؤمن مجاهد فى سبيل الله بنفسه ، وماله قالوا : ثم من؟ قال : مؤمن فى شعب من الشعاب يتقى الله ، ويرح الناس من شره ولفظ السؤال فى أى الناس أفضل؟ فلا يجىء الجواب الذى قلناه وإن اختار ما دل عليه الحديث وأن هذين أفضل ويكفيهما علما ما هما فيه من ذلك ومن لفظ الصحيحين الذى ذكرناه والترتيب ، يؤخذ أن المرابط أفضل من المجاور ، والكلام فى تفضيل العلم على الجهاد له محل غير هذا وقد قرأت على الحافظ مسعود بن أحمد قال : أنا عبد الهادى سماعا أن أحمد بن عبد الرحمن الحضرمى أنا الرازى بقراءة السلفى عليه وأنا اسمع أنا محمد ابن إسماعيل الكثى أنا أبو محمد البالوى أنا عيسى بن موسى بن عدم ثنا الخراسانى عن سفين الثورى عن عباد بن منصور عن الحسن عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يوزن مداد العلماء ودم الشهداء * فيرجح مداد العلماء على دم الشهداء» ولا شك أن نفس العلم أفضل من نفس الجهاد ، والجهاد من الأعمال التى تنشأ من العلم والمقصود بالحديث تفضل الأعمال الناشئة عن العلم ، والعمل من جنس الإيمان هو الأمثل وتقرير هذا له محل غير هذا فليشتغل بما نحن بصدده ومن حديث أبى أمامة أن رجلا قال : «يا رسول الله إئذن لى فى السياحة. قال النبى صلىاللهعليهوسلم : سياحة أمتى الجهاد فى سبيل الله» وهذان الحديثان وإن لم يكونا خاصين بالرباط فيدخل فيهما لأنه نوع من الجهاد