فقال : اللهم حبّبهم إليّ وحبّبني إليهم.
ثم سار إلى الشام بعد ذلك فلما دخل الشام حمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكّر وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر ، ثم قال :
إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قام فينا خطيبا كمقامي فيكم ، فأمر (١) بتقوى الله ، وصلة الرحم ، وصلاح ذات البين ، وقال : «عليكم بالجماعة فإنّ يد الله على الجماعة ، وإن الشيطان مع الواحد ، وهو من الاثنين أبعد ، لا يخلونّ رجل بامرأة ؛ فإن الشيطان ثالثهم ، ومن ساءته سيئته وسرّته حسنته فهو أمارة المسلم المؤمن ، وأمارة المنافق الذي لا تسوءه سيئته ، ولا تسرّه حسنته ، إن عمل خيرا لم يرج من الله في ذلك الخير ثوابا ، وإن عمل شرا لم يحل من الله عزوجل في ذلك الشر عقوبة ؛ وأجملوا في طلب الدنيا ، فإن الله عزوجل قد تكفّل بأرزاقكم ، وكل سيتبين له عمله الذي كان عاملا ، استعينوا الله على أعمالكم فإنه يمحو (ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ ، وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ)».
صلى الله على محمّد ، هذه خطبة عمر بن الخطاب على أهل الشام يأثرها عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم [٤٦١٨].
كذا في الأصل ، والصواب ابن مهجان ، ويقال ابن مهجار.
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أنا جعفر بن محمّد ، نا أبو زرعة قال في طبقة قدم تلي الطبقة العليا من تابعي أهل الشام : السائب بن مهجان.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأ أحمد بن محمّد بن الآبنوسي ، أنا عبد الله بن عتّاب (٢) ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول : في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام : السائب بن مهجان من أهل الشام.
أنبأنا أبو الغنائم ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو
__________________
(١) في م : قام.
(٢) في م : غياث ، خطأ.