الأزد من دوس ، منزلي بسروق (١) ، قالت : فأنت أحبّ الناس ، وقد وقعت في نفسي ، فاحملني معك ، فأردفها خلفه ومضى إلى بلده ، فلمّا أوردها أرضه قال : قد علمت هربك معي كيف كان ، والله لا تهربين بعدي إلى رجل أبدا ، فقطع عرقوبيها ، فولدت له عمرو بن حممة ، وكان سيدا ، وولد عمرو بن حممة الطّفيل بن عمرو ذو النور ، وفد على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قالوا : وخرج زوجها ابن الحمارس في طلبها فلم يقدر عليها فرجع وهو يقول :
ألا حيّ الخناس على قلاها |
|
وإن شحطت وإن بعدت نواها |
تبدلت الطبيخ وأرض دوس |
|
بهجمة فارس حمر ذراها |
وقد خبّرتها جاعت وزلّت |
|
وأن الحر من طود شواها |
وقد خبّرتها نحلت ركيّا |
|
وأثوارا معرّقة شواها |
وقد أنبئتها ولدت غلاما |
|
فلا شبّ الغلام ولا هناها |
فلما أنشد عمر بن الخطاب هذا الشعر قال : قد والله شبّ الغلام وهناها.
قال القاضي : قولها : «ما أنت بالنجدي الثلب ، ولا التهامي الترب» من التراب جميعا ، والأثلب : من أسماء التراب يقال : ثبته (٢) الأثلب فالأثلب (٣) ، قوله : «ولا هناها» من قولهم كل هنيا مريا ، أصله الهمز ، يقال : هنأني الطعام ، وقد تترك همزته ، وتركه في الشعر كثير لتصحيح الوزن كما قال :
فارعي فزارة (٤) لا هناك المربع
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي إسحاق البرمكي ، أنا أبو عمر بن حيّوية.
وحدّثني عمي ـ لفظا ـ أنا أبو طالب ، أنا محمّد بن الجوهري ، عن أبي عمر.
ح قال أبو طالب : أنا البرمكي ـ إجازة ـ أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٥) ، أنا محمّد بن عمر ، [قال : حدّثني عبد الله بن جعفر عن
__________________
(١) الجليس الصالح : منزلي يبروق.
(٢) في الجليس الصالح : بفيه.
(٣) بالأصل : الأثلث فالأثلث.
(٤) بالأصل : قراة ، والمثبت عن الجليس الصالح.
(٥) الخبر في طبقات ابن سعد ٤ / ٢٣٧.