الغوث وكان فيهم مطاعا يستلطف لهم ويرفق بهم ، وكانوا قد استحلوا أمر طليحة وأعجبهم وقام عيينة في غطفان فلم يزل بهم حتى اجتمعوا عليه ، ثم أرسلوا وفودا وأرسل غيرهم ممن حول المدينة وفودا ، فنزلوا على وجوه المهاجرين والأنصار ما خلا العباس فإنه لم ينزلهم (١) ولم يطلب فيهم ، فعرضوا أن يقيموا الصّلاة ويعفوا من الزكاة ، فخرج عمر ، وعثمان ، وعلي ، وعبد الرّحمن بن عوف ، وطلحة ، والزّبير ، وسعد وأمثالهم يطلبون أبا بكر ، فلم يجدوه في منزله ، فسألوا عنه فقيل هو في الأنصار ، فأتوه فوجدوه فأخبره الخبر ، فقال لهم : أترون ذلك؟ فقالوا جميعا : نعم ، حتى يسكن (٢) الناس ويرجع الجنود ، فلعمر لو قد رجعت الجنود لسمحوا بها ، فقال : وهل أنا إلّا رجل من المسلمين ، اذهبوا بنا إليهم ، فلما دخل المسجد نادى : الصّلاة جامعة ، فلما تتامّوا إليه قام فيهم ، فحمد الله أثنى عليه ، وقال : إنّ الله عزوجل توكل بهذا الأمر ، فهو ناصر من لزمه وخاذل من تركه ، وإنه بلغني أن وفودا من وفود العرب قدموا يعرضون الصّلاة ويأبون الزكاة ألا ولو أنهم منعوني عقالا مما أعطوه لرسول الله صلىاللهعليهوسلم من فرائضهم ما قبلته منهم ، ألا برئت الذمة من رجل من هؤلاء الوفود أجد بعد يومه وليلته بالمدينة ، فتا؟؟؟ وا (٣) يتخطون رقاب الناس حتى ما بقي منهم في المسجد أحد ، ثم دعا نفرا فأمرهم بأمره فأمّر عليا بالقيام على نقب من أنقاب المدينة ، وأمر الزبير بالقيام على نقب آخر ، وأمر طلحة بالقيام على نقب آخر ، وآمر عبد الله بن مسعود يعسس ما وراء ذلك بالليل والارتباء (٤) نهارا ، وجدّ في أمره ، وقام على رجل.
قال : ونا سيف ، عن سهل بن يوسف ، عن القاسم بن محمّد قال (٥) : مات رسول الله صلىاللهعليهوسلم واجتمعت أسد وغطفان وطيئ على طليحة إلّا ما كان من خواصّ أقوام القبائل الثلاثة ، فاجتمعت أسد بسميراء وفزارة ومن يليهم من غطفان بجنوب طيبة وطيئ على حدود أرضهم ، واجتمعت ثعلبة بن سعد ومن يليهم من مرّة وعبس بالأبرق
__________________
(١) بالأصل : يتركهم.
(٢) بالأصل : سكن.
(٣) كذا رسمها بالأصل ، ولم أحلها.
(٤) في اللسان : ارتبأ القوم : رقبهم (مادة : ربأ).
(٥) الخبر في تاريخ الطبري ٣ / ٢٤٤ (ط. مصر) حوادث سنة ١١.