لقد أوقدت بالشام نيران فتنة |
|
فهذا أوان الشام تخمد نارها |
إذا جاش موج البحر من آل جعفر |
|
عليها جنت شهبانها وشرارها |
رماها أمير المؤمنين بجعفر |
|
وفيه تلاقى صدعها وانجبارها |
رماها بميمون النقيبة ماجد |
|
تراضى به قحطانها ونزارها |
وفي سنة ١٨٧ ثارت العصبية أيضا بالشام بين المضرية والنزارية وجمعوا جموعا كثيرة ، وكانت بينهم في ذلك فتن قتل فيها من المضرية نحو من خمسمائة ، والوالي على دمشق شعيب بن حازم ، قال ابن عساكر : وذكروا منه تعصبا فوجه أمير المؤمنين الرشيد محمد بن منصور بن زياد الى أهل دمشق ، وأمره بدعاء الفريقين جميعا الى الرجوع عما هم عليه ، على أن يحمل من بيت ماله ما كان بينهم من الدماء ويعفو عنهم ويولي من أحب الفريقان ، فأطفئت الفتنة. وفي سنة ١٨٨ كان غزو إبراهيم بن جبريل الصائفة ، أدرب (١) من درّب الصفصاف فيما ذكر أربعون ألفا وسبعمائة.
الحمصيون وفتنة السفياني :
وفي سنة ١٩٠ وثب أهل حمص بواليهم فخرج الرشيد نحوهم ، فلما صار بمنبج لقيه وفدهم يعطون بأيديهم فعفا عنهم. وفي سنة ١٩١ خرج أبو النداء بالشام ، فوجه الرشيد في طلبه يحيى بن معاذ ، وعقد له على الشام. وفيها نقض أهل قبرس العهد فغزاهم معيوف بن يحيى فسبى أهلها. وفي سنة ١٩٤ اختلف أهل حمص مع عاملهم إسحاق بن سليمان ، فانتقل عنهم الى سلمية فعزله الأمين ، واستعمل مكانه عبد الله بن سعيد الحرشي ، فقاتل أهل حمص حتى سألوا الأمان فأمنهم ، ثم هاجوا فضرب أعناق عدة منهم. وفي سنة ١٩٥ أي في أيام الخليفة الأمين ، ظهر بالشام السفياني علي بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية الملقب بأبي العميطر (كسفرجل) لأنه زعم أنها كنية الحرذون فلقبوه به ، وكان من بقايا بني أمية بالشام ، ومن أهل العلم والرواية ، فدعا الى نفسه وسمي خليفة ، وكان أصحابه يوم ادعى الخلافة يدورون في أسواق دمشق ويقولون للناس :
__________________
(١) أدرب : دخل الدرب. والدرب : كل مدخل الى الروم.