وصيدا وبيروت. وقد نقل معاوية قوما من فرس بعلبك وحمص وأنطاكية الى سواحل الأردن وصور وعكا سنة ٤٢ ونقل من أساورة البصرة والكوفة وفرس بعلبك وحمص الى أنطاكية جماعة. والغالب أن الفرس عند دخول العرب المسلمين الى الشام كانوا أصحاب مكانة حتى جرى ذكرهم بالتنصيص في العهد الذي أعطاه أبو عبيدة الى أهل بعلبك «رومها وفرسها وعربها».
وقال البلاذري : نقل معاوية في سنة ٤٩ أو سنة خمسين الى السواحل قوما من زطّ البصرة والسبايجة وأنزل بعضهم أنطاكية ، وكان الوليد بن عبد الملك نقل الى أنطاكية قوما من الزط السند. وكثرت هجرة الناس على اختلاف عناصرهم الى هذا القطر لأن قصبته أصبحت عاصمة الدولة الإسلامية الكبرى.
الأخلاط والسامرة وجذام وعذرة ونهد وجرم والأزد :
وأهل مدينة طبرية قوم من الأشعريين هم الغالبون عليها ، وأهل صور وعكا وقدس وبيسان وفحل وجرش والسواد أخلاط من العرب والعجم. وأهل الرملة أخلاط من العرب والعجم ، وذمتها سامرة ، وأهل مدينة نابلس أخلاط من العرب والعجم والسامرة ، وأهل كورة جبرين قوم من جذام ، وأهل جند فلسطين أخلاط من العرب من لخم وجذام وعاملة وكندة وقيس وكنانة. وذكر القلقشندي أن بني كلب كانوا ينزلون في الجاهلية دومة الجندل (الجوف) كما نزلوا تبوك وشيزر وحلب وبلادها ، وفي تدمر والمناظر أقوام منهم ، ومن بني عذرة أقوام بالشام ، وكذلك من بني نهد وفي غزة. جرم طيىء وللأزد بقايا في زرع وبصرى ، ولغسان بقايا بالبلقاء واليرموك وحمص وهذا في القرن الثامن للهجرة ، وكان غسان وجذام وكلب ولخم وغيرهم من القبائل يعدون من المستعربة ، كما قال ابن البطريق ، استجلبهم هرقل لما سمع أن المسلمين فتحوا فلسطين والأردن وصاروا الى البثنية. ولما وصل أبو عبيدة بن الجراح فاتح الشام الى حاضر حلب وهو قريب منها جمع أصنافا من العرب من تنوخ وغيرهم ، وكانوا أرسلوا الى خالد بن الوليد أنهم عرب وأنهم إنما حشروا مع الروم ولم يكن من رأيهم حربه فقبل منهم وتركهم.