من ايتورة اي الجيدور شمالي حوران واشتهروا برمي النشاب فاستولوا بمضائهم الحربي على جبل الشيخ (حرمون) والبقاع الى فينيقية ، وبعض أسماء الجنود الجيدوريين التي جاءت في الكتابات اللاتينية باللغة الآرامية وبعضها باللغة العربية. قال دوسو : لم تكن هجرة العرب الى سورية مما ينسب لإدارة الرومان كما يظن بعضهم بل إن الأحوال قد سهلت طرقها في ذاك العصر وضمنت لهم رسوخ قدمها في ظل السلام. فقد كانت مدينة حمص في يد حكومة عربية قبل وصول القائد بونبيوس الى سورية وأن الأقيال الذين تولوا أمر تلك الديار لتطلق عليهم ألقاب عربية صرفة ، كما يفهم من آثار الصفا. ولما جاء الإسكندر الى الشام كان العرب يحتلون لبنان.
سليح وعاملة وقضاعة :
وممن يجب عدهم في المهاجرة الأول من العرب الى الشام سليح الذين أشرنا اليهم آنفا فقد قال البكري : سارت سليح بن عمرو بن الحاف ابن قضاعة يقودها الحدرجان بن سلمة حتى نزلوا ناحية فلسطين على بني أذينة بن السّميدع من عاملة وانتشر سائر قبائل قضاعة في القطر ، يطلبون المتسع في المعاش ويؤمون الأرياف والعمران ، فوجدوا بلادا واسعة خالية في أطراف الشام قد خرب أكثرها ، واندفنت آبارها ، وغارت مياهها ، لإخراب بخت نصّر لها ، فافترقت قضاعة فرقا أربعا ينضم الى الفرقة طوائف من غيرها يتبع الرجل أصهاره وأخواله فسار ضجعم ابن حماطة ولبيد بن الحدرجان السليحي في جماعة من سليح وقبائل من قضاعة الى أطراف الشام ومشارفها وملك العرب يومئذ ظرب بن حسان بن أذينة ابن السّميدع بن هزبر العمليقي فانضموا اليه وصاروا معه فأنزلهم مناظر الشام بين البلقاء الى حوارين الى الزيتون (جبال فلسطين) فلم يزل ملوك العماليق يغزون معهم المغازي ويصيبون المغانم حتى صاروا مع الزباء بنت عمرو بن الظرب اللخمي واستولوا على الملك بعدها وظلوا ملوكا حتى غلبتهم غسان على الملك ، قال بعض آل سعد بن ملكيكرب يذكر منازل