وفي تدريس المالكية قاضي القضاة زين الدين علي بن مخلوف المالكي ، وفي تدريس الحنابلة قاضي القضاة شرف الدين الجواني ، وفي درس الحديث الشيخ سعد الدين مسعود الحارثي ، وفي درس النحو الشيخ أثير الدين أبا حيان ، وفي درس القراءات السبع الشيخ نور الدين الشطنوفي ، وفي التصدير لافادة العلوم علاء الدين علي بن إسماعيل القونوي ، وفي مشيخة الميعاد والمسجد عيسى بن الخشاب ، وأنشئت به مكتبة جليلة وجعل فيه عدة متصدرين لتلقين القرآن الكريم ، وعدة قراء يتناولون قراءته ، ومعلما يقرىء أيتام المسلمين كتاب الله عز وجل. وأوقفت على ذلك الأوقاف الدارة بناحية الجيزة ، والصعيد ، والإسكندرية (١).
وأصدر برقوق قرارا «بأن من مات من مجاوري الأزهر من غير وارث شرعي وترك موجودا فإنه يأخذه المجاورون بالجامع».
وكان هذا لتقوية الأزهر بعد أن طغت عليه المدارس والجامع الحاكمي. ولم يكتف الظاهر برقوق بإصدار المرسوم بل أمر بنقشه على حجر عند الباب الكبير البحري ليكون بمثابة إعلان دائم.
نعرف شيئا عن نظام الأزهر والعلوم التي كانت تدرس فيه وبخاصة أيام المماليك الذين أنقذوه من اضطهاد الأيوبيين السنيين؟ بما ذكره المقريزي. فلقد رسم صورة لا بأس بها نرى فيها شيئا عن علومه ونظامه وعدد طلبته وما كان يجري فيه قال :
في سنة ٨١٨ ه ولي نظر هذا الجامع مع الأمير سودوب القاضي حاجب الحجاب فجرت في أيام نظره عدة حوادث لم يتفق مثلها وذلك أنه لم يزل في هذا الجامع منذ بني عدة من الفقراء يلازمون الإقامة فيه وبلغت عدتهم في هذه الأيام ٧٥٠ رجلا ما بين عجم وزيالعة ومغاربة ومن أهل ريف مصر ولكل طائفة رواق يعرف بهم فلا يزال الجامع عامرا بتلاوة القرآن ودراسته وتلقيه والاشتعال بأنواع العلوم من الفقه والتفسير والحديث
__________________
(١) خطط المقريزي ج ٤ ص ٥٧