علما وتنا وانهم اتفقوا على ان يكون المتعين لذلك الشيخ احمد العروسي ، وختموا جميعا على الطلب وأرسلوه إلى إبراهيم بك ومراد بك فتوقف الأمراء وشددوا في عدم النقض ورد الطلب للمشايخ فقاموا على ساق ، وشدد الشيخ الجوهري في ذلك وركبوا بأجمعهم إلى جامع الامام الشافعي وباتوا به ليلة الجمعة ، فهرعت الناس ينظرون فيما يؤول اليه هذا الأمر وكان للأمراء اعتقاد في الشيخ الجوهري ، فسعى أكثرهم في انفاذ غرضه وخافوا العطب أو ثوران فتنة وحضر مراد بك للزيارة ، فكلمه الشيخ الجوهري وقال له لا بد من فروة تلبسها للشيخ العروسي ويكون شيخا على الشافعية وذاك شيخ على الحنفية كما أن الشيخ الدرديري شيخ المالكية والبلد بلد الامام الشافعي وقد جئنا اليه وهو يأمرك بذلك فان خالفت يخشى عليك فاحضر فروة وألبسها للشيخ العروسي وذهب العروسي الى بيته وأخذ شأنه في الظهور واحتد العريشي لذلك وذهب إلى السادات والأمراء فألبسوه فروة وتفاقم الأمر وصاروا حزبين ، وتعصب للعريشي طائفة الشوام والمغاربة ومنعوا الطائفة الأخرى من دخول الجامع واستمر الامر نحو سبعة أشهر إلى وقوع حادثة بين الشوام والأتراك واحتد الامراء للجنسية واكدوا في طلب الفصل في الامر وتصدى العريشي للذب عن الشوام ، فانطلقت عليه الألسن وانحرف عليه الأمراء وطلبوه فاختفى فعزلوه عن الافتاء وحضر الأغا وصحبته العروسي للقبض على الشوام ففروا فاغلقوا رواقهم وسمروه أياما ، ثم اصطلحوا وثبتت مشيخة العروسي وامر العريشي بلزوم بيته فاختلى بنفسه للعبادة ومرض من الحزن وتوفي سنة ١١٩٣ ه رحم الله الجميع ...
وفي غرة رمضان سنة ١١٩٩ ثار فقراء المجاورين والقاطنون بالأزهر وأقفلوا أبوابه ومنعوا منه الصلوات وكان ذلك يوم جمعة فلم يصل فيه ذلك اليوم وكذلك اغلقوا المسجد الحسيني وخرج العميان والمجاورون يسيرون في الأسواق ويخطفون ما يجدونه من الخبز وغيره ، وسبب ذلك قطع رواتبهم واخبازهم المعتادة ، واستمروا على ذلك حتى حضر سليم اغا بعد