العشاء في المدرسة الأشرفية وأرسل إلى مشايخ الأروقة وتكلم معهم والتزم لهم بإجراء رواتبهم ... وفي سنة ١٢٠٠ ه قطعت أخبازهم ومرتباتهم وفعلوا مثل ذلك وحضر إليهم سليم أغا مثل الأول والتزم ولم يوف ، فضجت المجاورون فوق المنارات فحضر ونجز لهم بعض المرتبات مدة ، ثم انقطع ثم التزم وتكرر الغلق والفتح مرارا عديدة مع منع المرتبات وإجرائها.
وفي أول جمعة من جمادى الأولى سنة ١٢٠٠ ه ثار جماعة من أهالي الحسينية بسبب ما حصل من حسين بك بشفت فإنه تسلط على هجم البيوت فركب بجنده إلى الحسينية وهجم على دار أحمد سالم الجزار المتولي رياسة دراويش الشيخ البيومي ونهبه حتى حلى النساء والفرش ، فحضر أهل الحسينية إلى الجامع الأزهر ومعهم طبول وانضم اليهم كثير من العامة وبأيديهم نبابيت ومساوق ، وذهبوا الى الشيخ الدردير فساعدهم بالكلام ، وقال لهم أنا معكم فخرجوا من نواحي الجامع وأقفلوا أبوابه وصعد منهم طائفة على المنارات يصيحون ويدقون بالطبول وانتشروا بالأسواق في حالة منكرة وأغلقوا الحوانيت ، وقال لهم الشيخ الدردير : في غدا نجمع أهالي الأطراف والحارات وبولاق ومصر القديمة ونركب معهم وننهب بيوتهم كما ينهبون بيوتنا ونموت شهداء أو ينصرنا الله عليهم ، فلما كان بعد المغرب حضر سليم أغا ومحمد كتخدا الجلفي كتخدا إبراهيم بك وجلسوا في الغورية ، ثم ذهبوا الى الشيخ الدردير وتكلموا معه وخافوا من تضاعف الحال وقالوا اكتبوا لنا قائمة بالمنهوبات ونأتي بها من محل ما تكون وقرءوا الفاتحة على ذلك وانصرفوا ، وركب الشيخ إلى إبراهيم بك وأرسل إلى حسين بك وأحضره وكلمه في ذلك فقال : كلنا نهابون أنت تنهب ومراد بك ينهب وأنا أنهب ثم انفض المجلس وهدأت القضية.
وبعد حادثة أهل الحسينية السابقة بأيام قليلة تعصب مجاورو الصعايدة في الأزهر وأبطلوا دروس المدرسين به بسبب نهب سليمان بك الأغا سفينة لهم فيها تمر وسمن مدعيا أن له مالا متأخرا عند أولاد وافي في الصعيد وأن ذلك