مالهم ، وليس كذلك بل هو مال مجاوري الصعايدة ، فركب الشيخ الدردير والشيخ العروسي والشيخ المصيلحي وآخرون إلى إبراهيم بك وتكلموا معه بحضوة سليمان بك كلاما كثيرا مفحما ، فرد سليمان بك بعض ما أخذه.
وقد حدثت حوادث أيام مشيخة الشيخ الشرقاوي ، منها أن طائفة المجاورين بالأزهر من الشرقاويين كانوا قاطنين بالطيبرسية وكانت لهم خزائن برواق معمر فوقع بينهم وبين أهل الطيبرسية مشاجرة وضربوا نقيب الرواق ومنعهم شيخ الطيبرسية منها وكان ذلك سببا لبناء رواق السراقوة.
ومنها في سنة ١٢٠٩ ه حضر أهل قرية بشرقية بلبيس ، وذكروا أن أتباع محمد بك الألفي ظلموهم وطلبوا منهم مالا لا قدرة لهم عليه ، فاغتاظ الشيخ الشرقاوي من ذلك وحضر إلى الأزهر وجمع المشايخ وقفلوا ابواب الجامع وذلك بعد أن خاطب مراد بك وإبراهيم بك ولم يبديا شيئا ، وأمر الشيخ الناس بغلق الأسواق والحوانيت ثم ركبوا ثاني يوم إلى بيت السادات وتبعهم كثير من العامة وازدحموا أمام الباب والبركة ، بحيث يراهم إبراهيم بك ، فأرسل لهم أيوب بيك الدفتردار فوقف بين أيديهم وسألهم عن مرادهم فقالوا نريد العدل وإبطال الحوادث والمكوسات التي ابتدعتموها ، فقال لا تمكن الإجابة إلى هذا كله فإنا إن فعلنا ذلك لضاقت علينا المعايش ، فقالوا ليس هذا بعذر عند الله وما الباعث على الإكثار من النفقات والمماليك والأمير يكون أميرا بالإعطاء لا بالأخذ ، فقال حتى أبلغ وانصرف وانفض المجلس وركب المشايخ إلى الجامع الأزهر ، واجتمع أهل الأطراف وباتوا به ، فبعث مراد بك يقول أجيبكم إلى جميع ما ذكرتموه إلا شيئين : ديوان بولاق وطلبكم المتأخر من الجامكية ، ثم طلب أربعة من المشايخ عينهم بأسمائهم فذهبوا إليه بالجيزة فلاطفهم والتمس منهم السعي في الصلح ، وفي اليوم الثلث اجتمع الأمراء والمشايخ في بيت إبراهيم بك وفيهم الشيخ الشرقاوي وانعقد الصلح على رفع المظالم ما عدا ديوان بولاق وأن يكفوا أتابعهم عن مد أيديهم إلى أموال الناس ويسيروا في الناس سيرة حسنة ، وكتب القاضي حجة بذلك