ووقع عليها الباشا والأمراء وانجلت الفتنة ، وفرح الناس نحو شهر ، ثم عاد الحال إلى أصله.
ويذكر ابن إياس أن السلطان سليم شاه العثماني دخل الجامع الأزهر يوم الجمعة سنة ٩٢٣ ه فصلى به الجمعة وتصدق هناك بمبلغ كبير ..
وزار الأزهر الشريف السلطان الأعظم عبد العزيز خان ، وقد حظي بكثير من خيرات ملوك آل عثمان.
الأزهر والحركة العلمية في هذا العهد :
نبغ من هذا العصر عدد كبير من العلماء والأدباء والشعراء ، منهم : الشهاب الخفاجي المتوفى ١٠٦٩ ه ، والبديعي المتوفى عام ١٠٧٣ ه ، وعبد القادر البغدادي المتوفى عام ١٠٩٣ ه صاحب خزانة الأدب ، والسيد مرتضى الزبيدي (١١٤٥ ـ ١٢٠٥ ه) مؤلف تاج العروس ، والصبان المتوفى عام ١٢٠٦ ه.
ومنهم المحبي (١٠٦١ ـ ١١١١ ه) مؤلف خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ، والشعراني المتصوف المتوفى عام ٩٧٣ ه ، وعبد الله الشبراوي المتوفى عام ١١٧٢ ه ، وسواهم.
وهؤلاء كانوا من غير شك ممن أفادوا من الأزهر ، وتأثروا به.
وفي هذا العهد استمر الأزهر مدى القرون الثلاثة التي حكم العثمانيون فيها مصر ، يجاهد لحفظ البقية الباقية من اللغة العربية والعلوم القرآنية التي أصبحت في حال ذبول أو شبه جفاف ، وكان له الفضل على كل حال في الإبقاء على حشاشة هذا التراث الإسلامي ، لقد صار الأزهر أشهر الجوامع في التدريس على الإطلاق. وقصده طلاب العلم من كل ناحية حتى تركستان والهند وزيلع وسنار. ولكل طائفة منهم رواق باسمهم كرواق الشوام أو المغاربة أو العجم ، أو الزيالعة ، أو اليمنية أو الهندية ، فضلا عن أروقة الصعيد.