من عساكر الأرنؤود وخلافهم فدخلوا الأزهر بصورة شنيعة وتطاولوا على كل صعيدي بلا تحقيق فأخذ الصعايدة في الذب عن أنفسهم حتى أخرجوا العساكر من الأزهر ولم يلبثوا أن جاءت عساكر جهادية وأتراك بكثرة من طرف الضابط لما بلغه من التهويل فدخلوا الأزهر بأسلحتهم ونفيرهم وطبلهم لابسين أحذيتهم فقبضوا من الصعايدة على نحو ثلاثين وسجنوهم بالمحافظة ، ثم أخذوا ثلاثة من مشايخهم وعوقوهم هناك قليلا وبعد مدة أطلقوهم ، وبقى المجاورون في السجن وكان إذ ذاك سعيد باشا في الأرض الحجازية فسعى بعض المشايخ عند وكلائه في الإفراج عنهم فأفرج عنهم بعد نحو عشرين يوما وحصل الكلام في طريقة يسير عليها الأزهر حيث أن شيخه أقعده الكبر ، واجتمع الرأي على توكيل أربعة من العلماء ، وصدر الأمر بذلك ، وكان في مشيخته الشيخ الباجوري
حادثة الشوام :
وقد حدثت هذه الحادثة المفجعة في ١٩ من ذي الحجة سنة ١٣١٣ بالأزهر الشريف في مشيخة شيخ الأزهر حسونة النواوي بسبب وباء ذلك العام وتفصيلها أنه مرض برواق الشوام مجاور بالطاعون ، وحضرت الحكومة لنقله بالعربة السوداء للمستشفى وكان من أخذ بها لا يرجى له أن يشم هواء الدنيا ، فأبت رفقته من طلبة الأزهر تسليمه حيث كان قد أخذ آخر ولم يوقف له على أثر ، فاشتد الجدال بين الفريقين وأبلغ الأطباء الحكومة أنهم أهينوا ، فحضر إلى الجامع الأزهر المحافظ ومعه وكيل الحكمدارية وشرذمة من العساكر فخيل للمجاورين الشوام أنهم مأخوذون لا محالة ، فتطاولوا على المحافظ ورجموه ومن معه ببعض الحجارة ، فأصاب وكيل الحكمدارية رمية فجرح وكانت الشوام أغلقت باب الشوام ، فطلب قوة عسكرية أخرى فحضرت وعملوا حصارا على الجامع الأزهر وامر الحكمدار العساكر بكسر الباب وإطلاق الرصاص على الطلبة داخل الجامع فانقضوا عليه حتى خلعوا عقب إحدى أبوابه ، ثم بدأ الحكمدار يطلق بندقيته واتبعته العساكر بإطلاق الرصاص ، فتفرق الطلبة في جميع