توفيق أن يبث التفرقة في صفوف الزعماء ، فعقد اجتماعا يوم ٢٧ مايو حضره من العلماء الشيخ محمد الإنبابي شيخ الجامع الأزهر والشيخ محمد عليش والشيخ حسن العدوي والشيخ أبو العلا الخلفاوي وحضره شريف باشا وكبار النواب والضباط وعرض الخديو على المجتمعين تشكيل وزارة برياسته ، وقبول المذكرة الإنجليزية الفرنسية. فأجاب طلبة باشا عصمت على كلام الخديو قائلا «إننا مطيعون لجناب السلطان الشاهاني وللجناب الخديوي. ولكن هذه اللائحة يستحيل علينا تنفيذها ، ولا حق للدولتين في طلب تنفيذها ، فهي تتعلق بمسائل من اختصاص الباب العالي أن ينظر فيها ويستحيل علينا قبول أحد رئيسا للجهادية خلاف رئيسنا أحمد عرابي» ، ووافق على قوله الشيخ عليش والعلماء جميعا. ثم غادر طلبة باشا مجلس الخديو بدون استئذان وتبعه الضباط والعلماء.
وبعد ضرب الإسكندرية في ١١ يولية عام ١٨٨٢ هب عرابي باشا للدفاع عن البلاد ، فأصدر الخديو أمر بعزله في ١٠ يولية ، وبناء علي ذلك اجتمع المؤتمر الوطني للمرة الثانية في ٢٢ يولية سنة ١٨٨٢ ليقرر موقف الأمة من الخديو الذي أعلن بتصرفاته انضمامه إلى الإنجليز. وتلا الشيخ محمد عبده على أعضاء المؤتمر أوامر الخديو التي تثبت إدانته ومنشورات عرابي باشا التي تدعو إلى الدفاع عن الوطن. ثم ألقى علي باشا الروبي خطبة ندد فيها بموقف الخديو المزرى إزاء قضية البلاد ، ثم تليت فتوى شرعية أصدرها العلماء بمروق الخديو عن الدين لانحيازه إلى الجيش المحارب لبلاده ، فأصدر المؤتمر الوطني قراره التاريخي بعزل الخديو ووقف أوامره وتكليف عرابي بالدفاع عن البلاد ، وتكليف المجلس العرفي بتبليغ هذه القرارات للسلطان ، ووقع الحاضرون على ما قرره المؤتمر الوطني وكان من بين العلماء الموقعين على ذلك : الشيخ محمد الإنبابي شيخ الجامع الأزهر ، الشيخ حسن العدوي ، الشيخ عبد الله الدرسناوي مفتي الحنفية ، الشيخ محمد عليش مفتي المالكية ، الشيخ يوسف الحنبلي مفتي الحنابلة ، مفتي الأوقاف ؛ الشيخ عبد الهادي الإبياري ، الشيخ محمد