بلبيس من مديرية الشرقية بالقطر المصري على رأس المائة الحادية عشرة وهو شريف حسيني من جهة أم أبيه نشأ بالقرية المذكورة وحفظ بها من القرآن إلى سورة الشعراء وألزمه أبوه بالمجاورة بالأزهر فكمل حفظ القرآن ، ثم قدم مصر وحفظ المتون واجتهد في تحصيل العلوم وأخذ من علماء عصره حتى مهر ، وأفاد حياة أشياخه وأجازوه بالإفتاء والتدريس فدرس الكتب الدقيقة من غالب الفنون وكان في ضيق من العيش فاشتغل بنسخ الكتب ، ثم من الله عليه بكرامات فترك النسخ فأقبلت عليه الدنيا وكان يتردد إلى زاوية الشيخ جاهين الخلوتي في سفح الجبل ، وكان يمكث فيها الليالي متحنثا أي متعبدا وتخرج من درسه غالب علماء عصره ، وله مؤلفات كثيرة منها حاشية على شرح العضد للسعد وحاشية على الشنشوري في الفرائض وحاشية على مختصر السعد وحاشية على شرح السمرقندي للياسمينية في الجبر والمقابلة وحاشية على شرح العزيزي للجامع الصغير .. وكان كريم الطبع جدا وليس للدنيا عنده قدر.
٩ ـ الإمام العلامة الفقيه شيخ الإسلام الشيخ عبد الرؤوف بن محمد السجيني الشافعي الأزهري شيخ الأزهر .. تولى مشيخة الأزهر بعد الحفني إلا أنه لم تطل مدته .. وتوفي سنة ١١٨٢ ه (١).
وقد أخذ العلوم عن عمه الشمس السجيني ولازمه ، وبعد وفاته درس في موضعه وبعد أن تولى مشيخة الأزهر سار فيها بشهامة وصرامة وتوفي سنة ١١٨٢ ، وصلى عليه بالأزهر ودفن بجوار عمه بأعلى البستان ، واتفق أنه وقعت له حادثة قبل مشيخته على الجامع الأزهر بمدة وهي التي كانت سببا لاشتهاره بمصر ، وذلك أن تاجرا من تجار خان الخليلي تشاجر مع رجل خادم فضربه ذلك الخادم وفر من أمامه فتبعه هو واثنان من أبناء جنسه فدخل الفارّ بيت الشيخ السجيني فدخل التاجر خلفه وضربه برصاصة فأصابت رجلا من أقارب الشيخ فمات وهرب الضارب وطلبوه فامتنع عليهم
__________________
(١) ٣١٦ ج ١ الجبرتي