وتعصب معه أهل خطته فاهتم الشيخ وجمع المشايخ والقاضي وحضر إليهم جماعة من أمراء الوجاقية وانضم إليهم الكثير من العامة وثارت الفتنة وأغلقت الناس الأسواق واعتصم أهل خان الخليلي بدائرتهم وأحاط الناس بهم من كل جهة وقتل بين الفريقين عدة أشخاص واستمر الحال على ذلك أسبوعا ، ثم اجتمعوا بالمحكمة بعد حضور علي بك واجتمع الأمر على الصلح ونودي في صبيحتها بالأمان ، وفتحت الحوانيت والأسواق.
١٠ ـ الشيخ الإمام أحمد بن عبد المنعم بن يوسف بن صيام الدمنهوري الأزهري (١١٠١ ـ ١١٩٢ ه).
ولد بدمنهور وقدم الأزهر وهو صغير فجد في الطلب ، وأجازه علماء المذاهب الأربعة ، وولي مشيخة الجامع الأزهر بعد الشيخ الحفني عام ١١٨٢ ه : ١٧٦٧ م.
وله مؤلفات كثيرة ، منها حلية اللب المصون بشرح الجوهر الكنون ، والقول الصريح في علم التشريح ، والزهر الباسم في علم الطلاسم ، ومنهج السلوك إلى نصيحة الملوك. وكان مسكنه ببولاق وصلى عليه بالأزهر (١).
وكان يدرس بالمشهد الحسيني في شهر رمضان وهابته الأمراء لكونه قوالا للحق أمارا بالمعروف ، وقصدته الملوك من الأطراف وهادته بالهدايا ، ومن مؤلفاته شرح الجوهر الكنون ومنتهى الإرادات في تحقيق الاستعارات ونهاية التعريف بأقسام الحديث الضعيف ، والفتح الرباني بمفردات ابن جنبل الشيباني ، وطريق الاهتداء بأحكام الأمة والابتداء على مذهب الإمام الأعظم وإحياء الفؤاد بمعرفة خواص الأعداد ، والرقائق الألمعية على الرسالة الوضعية وعين الحياة في استنباط المياه ، والوفق المئيني ، والقول الصريح في علم التشريح ، وإقامة الحجة الباهرة على هدم كنائس مصر والقاهرة
__________________
(١) ٢٥ ـ ٢٧ ج ٢ الجبرتي