الغرور وعدم الإنصاف أن يقال : ما فائدة الأزهر وأين جلال مشيخته؟ وأقوى رد على هذه الغفلة وهذا الغرور أن نقول لأصحابهما : إذن ما فائدة علوم الحياة كلها؟ وهي اليوم تولد الجشع في قلوب الأمم وتقلبها سباعا كاسرة وحيوانات مفترسة .. فالدين خير كله والعلم خير كله بمقتضى طبيعتهما فعليهما أن يتنبها إلى من يعمل على تغيير وضعهما ، فاذا حرص الأشرار على أداء وظيفتهم بمقتضى طبعهم ، فحرص الأخيار يجب أن يكون أشد وألزم .. هذا هو الأزهر على ما يجب أن يكون وهذه هي مشيخته كما نفهم عظمتها وجلالها. فإذا ظهر يوما ما في غير مكانهما فالمصريون شركاء في المسؤولية أمام الله وأمام التاريخ. لأن العلماء غير معصومين. والأمم الحية هي التي تقوم على حراسة قواها الطبيعية والمعنوية ، ولا ترتفع المسؤولية عن الأمم إلا إذا كانت في طفولتها أو في شيخوختها ، وقد أدت الأمة المصرية والحمد لله واجبها نحو مشيخة الأزهر».
وقد ألقى في حفلة التكريم الشيخ عبد الجواد رمضان الاستاذ بالأزهر قصيدة جاء فيها :
دعوا باسمك الآمال فهي بواسم |
|
وبلّوا به الأرواح وهي حوائم |
دجاليلهم حتى إذا لحت أصبحوا |
|
وأنف الدياجي والحوادث راغم |
هو الدين ، فادعم عرشه بعزيمة |
|
فقد وهنت أركانه والدعائم |
وما الأزهر المعمور إلا مناره |
|
ولا أهله الأدنون إلا العمائم |
مطالع يمن للزمان وأهله |
|
بها تسعد الدينا وتدنو العظائم |
* * *
فيا رجل الإسلام أدرك رجاله |
|
فقد أنكرتهم في الحياة المكارم |
وفيهم ، بحمد الله ، غر أزاهر |
|
وفيهم بحار في العلوم خضارم |
إذا عالجوا كانوا الشفاء وإن دعوا |
|
إلى رد باغ فالذرا والمقادم |
وكم لهمو ـ في الله ـ غرّ مواقف |
|
تنشّق ريّاها القرى والعواصم |
* * *