أولئك أجناد إذا جدّ جدّهم |
|
سمت بهمو للفرقدين العزائم |
إذا ما المراغى قام تحت لوائهم |
|
فقد زأرت في الغاب تلك الضياغم |
فتى فتية الشرق الأولى تنجلي بهم |
|
غياهبه ، والشرق بالخطب غائم |
وصارم هذا الدين دين محمد |
|
وقد أسلمته في الجلاد الصوارم |
فمن مبلغ أفناء يثرب أننا |
|
سلمنا ، على أن ليس في الناس سالم |
وأنّ الذي شاد النبيّ محمد |
|
على حفظه شيخ المراغة قائم |
تبوّأ عرش الدين فاهتزّ ركنه |
|
وطاولت الجوزاء منه القوائم |
وأمست شعوب الشرق نشوى قريرة |
|
تساهم في تكريمه وتزاحم |
قصاراه أن يدعو بها عمريّة |
|
ترد وجوه الشرك وهي سواهم |
إذا ائتلقت في مصر أضواء شمسها |
|
سعت في هداها للكمال العوالم |
* * *
وقد ألقى المراغى كلمة في حفلة تكريمه جاء فيها :
أحمد الله جل شأنه على ما أولانيه من الكرامة بهذه المنزلة في نفوسكم ، وأشكر لحضرات الداعين المحتفلين برهم وكرمهم وعاطفة الحب الفياض البادية في قولهم وفعلم في شعرهم ونثرهم ولحضرات المدعوين تشريفهم واحتمالهم مشقة الحضور الذي أعربوا به عن جميل عطفهم وحبهم.
ويسهل على قبول هذه المنن كلها واحتمالها إذا أذنتم لي في صرف هذه الحفاوة البالغة عن شخصي الضعيف واعتبارها كلها موجهة إلى الأزهر الشريف الذي تجلونه جميعا ، وتعتبرونه بحق شيخ المعاهد الإسلامية في مصر وغيرها من البلاد.
ولئن دل هذا الاجتماع بالقصد الأول على غرض التكريم فقد دل بالإشارة على ما هو أسمى من غرض التكريم.
دل على أن الأزهر خرج عن حالته التي طال أمدها ونهض يشارك الأمة في الحياة العامة وملابساتها وعزم على الاتصال بها ليفيد ويستفيد ، وهذه ظاهرة من ظواهر تغير الاتجاه الفكري الذي نشأ عن تغير طرائق