ثالثا ـ عرض الإسلام على الأمم غير المسلمة عرضا صحيحا في ثوب نقي خال من الغواشي المشوهة لجماله ، وخال مما أدخل عليه وزيد فيه من الفروض المتكلفة التي يأباها الذوق ويمجها طبع اللغة العربية.
رابعا ـ العمل على إزالة الفروق المذهبية أو تضييق شقة الخلاف بينها ، فإن الأمة في محنة من هذا التفرق ومن العصبية لهذه الفرقة ، ومعروف لدى العلماء أن الرجوع إلى أسباب الخلاف ودراستها دراسة بعيدة عن التعصب المذهبي يهدي إلى الحق في أكثر الأوقات ، وإن بعض هذه المذاهب والآراء قد أحدثتها السياسة في القرون الماضية لمناصرتها ونشطت أهلها وخلفت فيهم تعصبا يساير التعصب السياسي ، ثم انقرضت تلك المذاهب السياسية وبقيت الآراء الدينية لا ترتكز إلا على ما يصوغه الخيال وما افتراه أهلها ، وهذه المذاهب فرقت الأمة التي وحدها القرآن وجعلتها شيعا في الأصول والفروع ونتج عن ذلك التفرق حقد وبغضاء بين من يلبسون ثوب الدين ، ونتج عنه سخف ما يقال في فروع الفقه الصحيح أن ولد الشافعي كفء لبنت الحنفي ؛ ومثل ما يرى في المساجد من تعدد صلاة الجماعة وما يسمع اليوم من الخلاف العنيف في التوسل والوسيلة وعذبات العمائم وطول اللحى حتى إن بعض الطوائف لا تستحي اليوم من ترك مساجد جمهرة المسلمين.
إن من الخير والحق أن نتدارك هذا ، وأن يعني العلماء بدراسة القرآن الكريم والسنة المطهرة دراسة عبرة وتقدير ، لما فيها من هداية ودعوة إلى الوحدة ، دراسة من شأنها أن تقوي الرابطة بين العبد وربه ، وتجعل المؤمن رحب الصدر هاشا باشا للحق مستعدا لقبوله عاطفا على إخوانه في الإنسانية كارها للبغضاء والشحناء بين المسلمين .. قد أتهم بأني تخيلت فخلت ، ولا أبالي بهذه التهمة في سبيل رسم الحدود ، ولفت النظر إليها وفضل الله واسع وقدرته شاملة ، وما ذلك على الله بعزيز.
والآن وقد أوضحت بالتقريب آمال المسلمين في الأزهر ، ترون أن