دراستها ، ولكنه يتعداهما إلى ما هو إيجاد المجال الحيوي لخريجيها.
ولد فقيدنا أجزل الله ثوابه في قرية أبي جرج بمديرية المنيا سنة (١٣٠٤) ه الموافقة لسنة (١٨٨٥) م وتلقى التعليم الأولى فيها ، ثم بعث به والده إلى الأزهر فلبث فيه اثنتي عشرة سنة. ولما نال درجة العالمية فيه أسندت إليه مهمة التدريس في مدرسة القضاء الشرعي. ثم رأى أن الأولى به أن يتمم ثقافته بالمعارف الغربية ، فأم باريس ، والتحق بجامعة (السوربون) المشهورة ونال إجازة في الأدب الفرنسي والفلسفة ، وانتقل من السوربون إلى معهد الدراسات الاجتماعية العليا لينال حظا من معارفها. ثم دعاه الأستاذ لامبيير إلى ليون ليلقى محاضرات في الشريعة الإسلامية ، ويقوم بتدريس اللغة العربية هناك ، فلم تمنعه هذه الأعمال من متابعة دراساته في الفلسفة والأدب الفرنسي. وفي هذه الأثناء تتلمذ للأستاذ جوبلو ، الذي كان مرجع علم المنطق في فرنسا إذ ذاك ، ولما عاد إلى مصر سنة ١٩١٦ ، عين سكرتير المجلس الأزهر الأعلى ، ثم مفتشا للمحاكم الشرعية سنة ١٩٢١. وفي سنة ١٩٢٧ عين أستاذا للمنطق والفلسفة الإسلامية بجامعة فؤاد ، وإليه يرجع الفضل في إحياء المصطلحات العربية القديمة واستعمالها في تعليم فروع الفلسفة.
ومما هو جدير بالذكر أن جميع مدرسي الفلسفة في عهدنا الحاضر بجامعتي فؤاد والاسكندرية من تلاميذه ، ولم تنقطع صلتهم به ، وقد أسندت إليه وزارة الأوقاف مرتين (١) ، ولما توفي الأستاذ الشيخ محمد مصطفى المراغي ، وعز وجود من يملأ مكانه ، أسندت المشيخة إليه في ٢٧ من ديسمبر سنة ١٩٤٥.
ومن مؤلفاته العديدة :
__________________
(١) وأسفرت الوزارة كذلك إلى شقيقه علي عبد الرازق من بعده ، وتوفي علي عبد الرّازق من ٢٤ / ٩ / ١٩٦٦.