القرآن ودراسته وأنواع العلوم والفقه والحديث والتفسير والنحو ومجالس الوعظ.
وكان الإنسان إذا دخله يجد من الانس بالله والارتياح ما لا يجده في غيره وصار يقصده أرباب الأموال للتبرك ويصلون أهله بأنواع الذهب والفضة إعانة للمجاورين فيه على عبادة الله تعالى ، فرأى سودوب المذكور ان يأمر بإخراجهم ومنعهم من المبيت به فأخرجهم وما كان لهم فيه من صناديق وخزائن وكراسي المصاحف ، وقد حل بفقراء المجاورين بلاء شديد بعدما هجم عليهم مرة بعد العشاء الأخيرة ، هو ومن كان معه من الغلمان والأعوان وغوغاء العامة ومن يريد النهب ، فضربهم ونهبت فرشهم وعمائمهم وسلبت نقودهم فتشتت شملهم وساروا في القرى وتبذلوا بعد الصيانة وفقد الجامع كثيرا مما كان فيه ، فعاجل الله الأمير سودوب بالانتقام وقبض عليه السلطان وسجنه.
وفي سنة ٩٠٠ أجرى مصطفى بن محمود بن رستم الرومي عمارة الجامع الأزهر وصرف عليه من ماله نحو خمسة عشر ألف دينار وجاء في غاية الحسن.
وأنشأ الملك الأشرف أبو النصر قايتباي ميضأة بالجامع الأزهر وفسقية معتبرة من داخلها ، وقد أبدلت بحنفيات سنة ١٣١٧ ، وأنشأ أيضا سبيلا ومكتبا على باب الجامع وقد أزيل المكتب أيضا ، وهو الذي أنشأ رواق الشوام ورواق المغاربة ، وأنشأ المنارة العظيمة على يمين الداخل فيه.
وقد رتب الملك قانصوه الأشرف خال الناصر الخزيرة بالجامع الأزهر في شهر رمضان ، والخزيرة عصيدة بلحم .. ثم لما جاء الملك قنصوه الغوري ضاعف ذلك في أيامه فرتب في شهر رمضان في مطبخ الجامع الأزهر كل سنة ستمائة وسبعين دينارا ومائة قنطار من العسل وخمسمائة أردب قمح ، وبنى المنارة العظيمة ذات الرأسين به سنة ٩٠٢ ه.
وللعلماء في سجل التاريخ الإسلامي ذكر ، وللشيخ عز الدين بن عبد السلام خاصة نصيب من هذا المجد التليد.