** وكتاب «سنوك» هذا ربما كان له ما يميزه عن كتب الرحالة الغربيين الأخرى ، وهو اهتمامه بحلقات التدريس في الحرم المكي الشريف ، التي يذكر أنها كانت في فترة إقامته بمكة تتراوح بين خمسين إلى ستين حلقة ، وأنه كان يتم فيها تدريس السيرة النبوية بصورة علمية متميزة تعتمد على مقارنة الروايات ونقدها ، واعتماد القوي منها ، كما دون مشاهداته عن المناسبات العلمية التي كانت تعقد خاصة لإجازة الطلاب القادمين من العالم الإسلامي ، في علوم الشريعة. (٤)
ولعل أستاذنا الفاضل الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان ، الذي أخبرني قبل فترة ، بأن كتاب «سنوك» تتم ترجمته في جامعة أم القرى ، تحت إشراف الدكتور محمد إبراهيم أحمد علي ، لعله يزودنا نتيجة لاهتمامه الخاص بدور الحرم المكي الشريف في نشر التعليم ، في كثير من أرجاء العالم الإسلامي ، بمعلومات أخرى تخص «سنوك» وغيره من الرحالة الغربيين ، الذين تمكنوا من زيارة المناطق المقدسة في مكة والمدينة ، مثل الرحالتين الإنجليزيين سير ريتشارد بيرتن وايلدون روتير.
وكما اختلف الباحثون حول جوانب عديدة من حياة «الحلواني» العلمية ، والتي تدل على مثابرته ، وطموحه ، فإنهم اختلفوا كذلك حول الظروف التي تمت فيها وفاته ، فبينما يرى بعض الباحثين أن وفاته كانت طبيعية في بلاد الهند سنة ١٣١٦ ه يذكر باحث آخر أنه توفي مقتولا على يد أهالي مدينة طرابلس بالشام. (٥) ويذكر مرجح هذا الرأي الأخير أنه استقى معلومات من فضيلة الشيخ محمد نصيف ـ رحمهالله ـ الذي كان على صلة كبيرة بعلماء عصره في العالم الإسلامي.