المسلمون بهذا الفتح والنصر الكبير ، وجهد العلماء في الحفاظ على مدينتهم المقدسة «القدس» فكثرت المؤلفات في فضائل بيت المقدس في القرن الذي تلا فتح المدينة ، ومنهم الحافظ الضياء ، فلم ينس بلده الذي نشأ أهله فيه. ونجد الاهتمام نفسه عند صديقه في الطلب ، والرحلة محب الدين محمد بن محمود النجار ، والذي ألّف كتابا في فضائل القدس أيضا ، سمّاه : روضة الأولياء ، في مسجد إيلياء.
اعتمدت في تحقيق الكتاب على النسخة الوحيدة التي تحتفظ المكتبة الظاهرية بها وهي نسخة فريدة نادرة (١) كتبها المؤلف بنفسه ، وكتب سماع تلاميذه عليه بخطه وكثرة السماعات تدل على قيمتها العالية ، وسأفرد بابا خاصا لدراسة السماعات ، وهذه نسخة ضمن أحد المجاميع النادرة القيّمة في المكتبة الظاهرية ، ورقم المجموع / ٤٨ / ويبدأ الكتاب باللوحة / ٣٢ / أوينتهي باللوحة ٥٤ / أ، طول الصفحة ٢٧ سم ، وعرضها ١٨ سم. في كل صفحة ٢٤ سطرا تقريبا. وتمتاز هذه النسخة بحسن الضبط والدقة في الكتابة ، وقد ألحق المؤلف أحاديث وأخبارا على هامش النسخة ، كما ألحق أوراقا جانبية ، ويبدو أن أوراقها قد اضطربت قبل تجليدها ، فجاء بعض الأوراق متأخرا عن مكانه ، لذا عمدت إلى ترتيبها جديدا عند نسخ الكتاب ، فجعلت أرقام لوحات الأصل في هامش المطبوعة ليتضح للقارئ التقديم والتأخير ، ثم رقمت الأحاديث ، والأخبار تبعا لذلك ، وضبطت الأخبار ، وما أشكل لفظه من السند ، وذكرت مظان تراجم
__________________
(١) هذه النسخة وحيدة في العالم ، لم أعثر في فهارس المخطوطات على ذكر لها ، ولم يذكرها الدكتور كامل جميل العسلي في كتابه «مخطوطات فضائل بيت المقدس» والسبب في ذلك يعود إلى أن هذا الكتاب ورد في فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية فهرس الجغرافية تحت عنوان : «فضائل الشام» دون الاشارة إلى أن الموجود منه الجزء الثاني فقط وهو فضائل بيت المقدس ونسبه واضعه لغير مؤلفه ، إذ نسبه لمحمد بن عبد الرحيم ، وهو ابن أخ المؤلف وهو الذي تلقى الكتاب عن عمه وسمعه عليه.