أن أبا محمد (١) عبد العزيز بن أحمد بن عمر النصيبي المقدسي أخبرهم إذنا ، أنبا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن الواسطي المقدسي الخطيب (٢) في منزله ببيت المقدس ، ثنا عمر هو ابن الفضل بن المهاجر الربعي ، ثنا أبي ، ثنا الوليد هو ابن حماد ، ثنا محمد بن النعمان ، ثنا سليمان بن عبد الرحمن ، ثنا الوليد بن مسلم ، قال : حدثني أبو بكر بن أبي مريم قال : أخبرني عطية بن قيس :
أنّ شريك بن خماشة النميري أتى جبا في بيت المقدس يستسقي لأصحابه ، إذ خرّ منه الدّلو فنزل في طلبه ، إذ تبدّى له شخص فقال : انطلق معي ، فأخذ بيده في الجبّ ، ثم أدخله الجنّة ، فأخذ شريك ورقات ، ثم ردّه إلى موضعه فخرج فأتى أصحابه فأخبرهم ، فرفع أمره إلى عمر بن الخطاب رضياللهعنه فقال كعب : إنّ رجلا من هذه الأمّة سيدخل الجنّة وهو حيّ بينكم ، قال : انظروا إلى الورقات ، فإن تغيرن فلسن من ورق الجنّة ، وإن لم يتغيرن فهنّ من ورق الجنة. قال عطية : فلم تكن الورقات يتغيرن (٢).
قال الوليد : حدثني أبو النجم إمام أهل سلميّة (٣) ومؤذنهم في سنة أربعين ومئة إلى أن مات في سنة خمسين ومئة ، قال : وحدثني غير واحد من أهل سلميّة من قبائل العرب أنّهم أدركوا شريك بن خماشة يسكن سلميّة ، قال : فكنا نأتيه فنسأله فيخبرنا بدخوله الجنة وما رأى فيها وعن أخذه الورقات منها ، وأنّه لم يبق معه إلا ورقة ادّخرها لنفسه قالوا : فكنا نسأله يريناها ، فيدعو بمصحفه فيخرجها من بين ورق مصحفه خضراء تزف (٤) فيأخذها فيقبلها ثم يضعها على عينيه ، ثم يردّها فيضعها بين الورق ، فلمّا احتضر أوصى أن تجعل بين كفنه
__________________
(١) ٥٢ ب.
(٢) أورد الواسطي هذا الخبر في كتابه فضائل البيت المقدس ص ٩٣
(٢) أورد الواسطي هذا الخبر في كتابه فضائل البيت المقدس ص ٩٣
(٣) سلمية : من أعمال حماة ، وضبطها ياقوت : سلمية ، وقال : أهل الشام يقولون : سلميّة.
(٤) في فضائل البيت المقدس للواسطي : «ترف».