دراسة الكتاب
الحافظ ضياء الدين المقدسي ، محدّث ، تلقى الحديث والروايات على طريقة المحدثين. وذلك برواية كل خبر مسندا إلى شيخه الذي أخذ عنه ، إلى آخر السند. وطريقة تأليفه لكتبه تعتمد هذه الطريقة ، فهو يعمد إلى تجميع الأخبار والأحاديث في الموضوع الذي يؤلف فيه ، وتقسيم ذلك إلى أبواب ، وبمجموع الأبواب ذات الموضوع المتقارب يتألف الكتاب ، وفي كتابنا فضائل بيت المقدس نجد النهج ذاته ، فهو يعمد إلى إيراد الأخبار كما ذكرت مسندة ، وفي نهايتها يخرج الأحاديث إلى الكتب الحديثية ، كأحد الكتب الستة أو غيرها ، وقد يبيّن رأيه في الحديث صحة وضعفا ، أو أنه ينقل تعليق غيره على الحديث.
أعاد المؤلف النظر في الكتاب ، وزاد فيه ـ بعد أن قرئ عليه ـ على هامشه.
الكتاب مؤلف من ثلاثة أجزاء ، ولم أستطع معرفة ما يحتويه كل من الجزأين الأول والثالث ، غير أن الجزء الثالث يشير إلى ذكر فضائل غزة وغيرها من المدن ، وأن المؤلف جعل للكتاب مقدمة في الجزء الأول سماها ابن أخ المؤلف (الخطبة). عرفت ذلك من خلال السماعات في النسخة.
تتسلسل الأبواب في هذا الكتاب على النحو التالي :
باب قول النبي صلىاللهعليهوسلم : «لا تشدّ الرحال إلّا إلى ثلاثة مساجد». وفيه سبع روايات للحديث.