قوله : تعلّل جادبه : يقول لم نجد فيه مقالا ، فهو يتعلّل .... (١) يقوله وليس بعيب.
كذا قال الحاسر ، والصواب الجاسئ.
وقد أخبرنا بها على الصواب أتم من هذا أبو علي بن نبهان في كتابه ، وحدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنبأنا أبو طاهر الباقلّاني ، وأبو الحسن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد ، وأبو علي بن نبهان.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو طاهر الباقلاني.
قالوا : أنبأنا أبو علي بن شاذان ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم ، حدّثنا أبو العباس ، حدّثنا عمر بن شبّة ، حدّثني إسحاق بن إبراهيم الموصلي ، حدّثنا أبو صالح الفزاري قال (٢) :
ذكر ذو الرّمّة في مجلس فيه عدة من الأعراب فقال عصمة بن مالك ـ شيخ منهم : من بني جاسئ بن فزارة ، كان قد بلغ عشرين ومائة سنة ـ : إياي فاسألوا عنه ، كان من أظرف الناس ، كان أدم خفيف العارضين ، حسن المضحك ، حلو المنطق ، وكان إذا أنشد بربر (٣) وجشّ صوته ، فإذا راجعك (٤) لم تسأم حديثه وكلامه ، وكان له إخوة يقولون الشعر ، منهم : مسعود ، وحرفاش (٥) ـ وهو أوفى ـ وهشام ، كانوا يقولون القصيدة فيرد (٦) فيها الأبيات فيغلب عليها ، فتذهب له (٧) فجمعني وإيّاهم مربع فأتاني يوما فقال لي : يا عصمة ، إنّ ميّا منقرية وبنو منقر أخبث حيّ أقوفه لأثر ، وأبصره في نظر ، وأعلمه بشرّ ، فهل عندك من ناقة نزدار عليها ميّا؟ قلت : أي والإله ، إنّ عندي للجؤذر بنت يمانية الجدلي (٨) قال : عليّ بها ، فركبنا جميعا ، وخرجنا حتى نشرف على بيوت الحي ، فإذا هم خلوف (٩) ، وإذا بيت ميّ خلو ،
__________________
(١) رسمها بالأصل : «بالثمى».
(٢) الخبر في الأغاني ١٨ / ٥١ وذيل الأمالي للقالي ١٢٣ ـ ١٢٤.
(٣) بربر في كلامه : «أكثر منه». وقيل : بربر أي علا صوته.
(٤) الأصل : رجعك ، والمثبت عن المختصر.
(٥) كذا بالأصل وفي الأغاني : جرفاس.
(٦) كذا بالأصل والمختصر ، وفي الأغاني : فيبني.
(٧) زيد في الأغاني ١٨ / ٣ لشهرته وتنسب إليه.
(٨) رسمها بالأصل : لحدي ، والمثبت عن الأغاني.
(٩) أي غيّب.