قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد (١) ، أخبرني أحمد بن عبد العزيز ، حدّثنا عمر بن شبّة ، حدّثني أحمد بن معاوية ، عن عثمان بن إبراهيم الحاطبي قال :
خرج علي بن عبد الله بن العبّاس بالفضل [اللهبي](٢) إلى عبد الملك بن مروان بالشام ، فخرج عبد الملك بن مروان يوما راكبا على (٣) نجيب ومعه حاد يحدو به ، وعلي بن عبد الله على يساره على نجيب له ومعه بغلة تجنب ، فحدا حادي عبد الملك به فقال :
يا أيها البكر الذي أراكا |
|
عليك سهل الأرض في ممشاكا |
ويحك هل تعلم من علاكا |
|
إنّ ابن مروان على ذراكا |
خليفة الله الذي امتطاكا |
|
لم يعل بكرا مثل ما علاكا |
فعارضه الفضل اللهبي فحدا بعلي بن عبد الله بن عبّاس فقال :
يا أيها السائل عن عليّ |
|
سألت عن بدر لنا بدريّ |
أغلب في العلياء غالبي |
|
وليّن الشيمة هاشميّ |
جاء علي بكر له مهريّ |
فنظر عبد الملك إلى علي فقال : هذا مجنون آل أبي لهب؟ قال : نعم ، فلما أعطى قريشا مرّ به اسمه فحرمه وقال : يعطيه علي.
أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد ، وأبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى قالوا : أنبأنا أبو جعفر المعدّل ، أنبأنا أبو طاهر المخلّص ، أنبأنا أحمد بن سليمان ، حدّثنا الزبير بن
__________________
(١) رواه أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني ١٦ / ١٨٣.
(٢) سقطت من الأصل واستدركت عن ت وعلى هامش الأصل ، والأغاني.
(٣) كتبت «على» فوق الكلام بين السطرين بالأصل. وفي الأغاني : رائحا على نجيب له.