حدّثني أبو بكر عبد الرّحمن بن عفّان قال (١) : سمعت عبد الله بن المبارك يقول لأبي مريم القاضي : ما بقي في الحجاز أحد من الأبدال إلّا فضيل بن عياض وعلي ابنه ، وعلي يتقدم على أبيه في الخوف ، وما بقي أحد في بلاد الشام إلا يوسف بن أسباط ، وأبو معاوية الأسود ، وما بقي أحد بخراسان إلا شيخ حائك يقال له : معدان
أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد الله ، أنبأنا أبو طاهر الحسناباذي ، أنبأنا أبو الفتح منصور بن الحسن ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، أنبأنا أبو يعلى الموصلي ، حدّثنا عبد الصمد بن يزيد قال : سمعت إسماعيل الطوسي يقول : حدّثنا ابن المبارك قال : إذا مات الفضيل ارتفع الحزن.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا أبو علي بن صفوان ، حدّثنا ابن أبي الدنيا ، حدّثني أبو بكر الصوفي قال : سمعت وكيعا يوم مات الفضيل بن عياض يقول : ذهب الحزن اليوم من الأرض.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثني علي بن عيسى بن إبراهيم ، حدّثنا أبو يحيى زكريا بن داود الخفّاف ، حدّثني أحمد بن الخليل البغدادي ـ بنيسابور ـ حدّثني يحيى بن أيوب قال (٢) :
دخلت مع زافر بن سليمان على الفضيل بن عياض بالكوفة ، فإذا الفضيل وشيخ معه ، قال : فدخل زافر (٣) وأقعدني على الباب ، قال زافر : فجعل الفضيل ينظر إليّ ثم قال : يا أبا سليمان هؤلاء أصحاب الحديث ليس شيء أحبّ إليهم من قرب الإسناد ألا أخبرك بإسناد لا يشكّ فيه ، رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن جبريل عن الله (ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللهَ)(٤) قرأ الآية ، فأنا وأنت يا أبا سليمان من الناس ، ثم غشي عليه وعلى الشيخ ، وجعل زافر ينظر إليهما ، قال : ثم تحرّك الفضيل ، فخرج زافر وخرجت معه والشيخ مغشيّ عليه.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (٥) ، حدّثنا أبي ومحمّد بن جعفر بن
__________________
(١) تهذيب الكمال ١٥ / ١٠٩ وسير أعلام النبلاء ٨ / ٤٢٥.
(٢) الخبر من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٨ / ٤٣٨.
(٣) الأصل : زافرا.
(٤) سورة التحريم ، الآية : ٦.
(٥) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٨ / ٨٤ وتهذيب الكمال ١٥ / ١١٠.