يشاكل صاحبه ، ولو كانت الأسماء تقسم على الأحساب إذا ما نالت الأندال منها شيئا ، فهل ترى اسمي تشاكل لحسبي؟ فقال له الحجاج : أخبرني عن أمهات الأولاد؟ فقال : هنّ بمنزل الأضلاع ، إن سوّيته انكسر ، وإن تركته انتفعت بهنّ ، وفيهنّ جوهر لا يصلح إلّا على المداراة ، فمن داراهنّ انتفع بهنّ ، وقرّت عينه ، ومن ماراهنّ كدّرن عيشه ونغّصن عليه حياته.
قال : فأخبرني عن العاقل والجاهل ، قال : العاقل الذي لا يتكلم هذرا (١) ، ولا ينظر شزرا ، ولا يضمر غدرا ، والجاهل المهذار في كلامه ، الضّنين بسلامه ، التائه على غلامه ، المجتهد في أقسامه ، المتكلم في طعامه.
قال : فمن أكرم الناس؟ قال : أعطاهم للمئين ، وأطعمهم للسمين.
قال : فمن ألأم الناس؟ قال : المعطي على الهوان المعين على الإخوان ، البذول للأيمان ، المنّان على الإحسان.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنبأنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ، وهذا لفظه ، قالوا : أنبأنا أبو أحمد الغندجاني ـ زاد أحمد وأبو الحسين الأصبهاني قالا : ـ أنبأنا أحمد بن عبدان ، أنبأنا محمّد بن سهل ، أنبأنا محمّد بن إسماعيل (٢) قال : غضبان بن القبعثرى لم يزد عليه.
أخبرنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ.
قال : وأنبأنا أبو طاهر [أنا علي ، قالا :](٣).
أنبأنا أبو محمّد (٤) قال :
غضبان بن القبعثرى الشيباني كان يدخل على عبد الملك بن مروان ، روى عنه عيّاش الهمداني والد عبد الله بن عيّاش المنتوف ، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي ، أنبأنا أحمد بن
__________________
(١) الأصل : «هدرا» واللفظة غير واضحة في ت لسوء التصوير.
(٢) التاريخ الكبير للبخاري ٧ / ١٠٨.
(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وت ، واستدرك لتقويم السند ، قياسا إلى أسانيد مماثلة تقدمت.
(٤) هو أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم ، والخبر في الجرح والتعديل ٧ / ٥٦.