إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدّثنا موسى ، حدّثنا خليفة قال (١) :
ثم خرج الحجاج عن الكوفة واستخلف عروة بن المغيرة بن شعبة ، فقدم البصرة واستحثّ الناس في قتال الأزارقة ، وخرج فنزل رستق آباذ (٢) ، فخلعوه وبايعوا عبد الله بن الجارود ، فاقتتلوا فقتل ابن الجارود ، وعبد الله بن حكيم المجاشعي ، وهرب الغضبان بن القبعثرى ، وعكرمة بن ربعي الفياض من بني تيم اللات في رجال من أهل العراق فلحقوا بالشام ، ولهم حديث.
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله ـ إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده ـ أنبأنا محمّد بن الحسين ، أنبأنا المعافى بن زكريا القاضي (٣) ، حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباري ، حدّثني أبي ، حدّثنا أحمد بن عبيد بن ناصح ، قال :
حدّثت أن الحجاج بن يوسف بعث الغضبان (٤) بن القبعثرى ليأتيه بخبر عبد الرّحمن بن محمّد بن الأشعث وهو بكرمان ، وبعث عليه عينا وكان كذلك يفعل ، فلما انتهى الغضبان إلى عبد الرّحمن قال له : ما وراءك؟ قال : شر ، تغدّ بالحجاج قبل أن يتعشى بك ، فانصرف الغضبان فنزل رملة كرمان وهي أرض شديدة الرمضاء ، فبينا هو كذلك إذ ورد عليه أعرابي من بني بكر بن وائل على فرس يقود ناقة ، فقال : السلام عليك ، قال الغضبان : السلام كثير وهي كلمة مقولة ، قال الأعرابي : ما اسمك؟ قال : آخذ ، قال : أفتعطي؟ قال : لا أحب أن يكون لي اسمان ، قال : فمن أين أقبلت؟ قال : من الذّلول ، قال : وأين تريد؟ قال : أمشي في مناكبها ، قال : من عرض اليوم؟ قال : المتقون ، قال : فمن سبق؟ قال : الفائزون ، قال : فمن غلب؟ قال : حزب الله ، قال : فمن حزب الله؟ قال : هم الغالبون ، قال : فعجب الأعرابي من منطقه ، وقال له : أتقرض؟ قال : إنّما تقرض الفأرة ، قال : أفتسمع؟ قال : إنما تسمع القينة ، قال : أفتنشد؟ قال : إنّما تنشد الضالة ، قال : أفتقول؟ قال : إنّما يقول الأمير ، قال : أفتكلّم؟ قال : كلّ متكلم؟ قال : أفتنطق؟ قال : إنّما ينطق كتاب الله ، قال : أفتسمع؟ قال : حدّثني أسمع ، قال : أفتسجح؟ قال : إنما تسجح الحمامة ، قال الأعرابي : تالله ما رأيت كاليوم قط ،
__________________
(١) رواه خليفة بن خياط في تاريخه ص ٢٧١ ـ ٢٧٢ (ت. العمري).
(٢) في معجم البلدان : رستقباذ : ٣ / ٤٣.
(٣) الخبر رواه المعافى بن زكريا الجريري النهرواني في الجليس الصالح الكافي ١ / ٤٤٨ وما بعدها.
(٤) أقحم بعدها بالأصل : إلى.