وقال ابن يونس : وذكر أحمد بن يحيى بن وزير عن سعيد بن عفير.
أن علي بن محمّد بن عبد الله بن حسن بن حسن لما قدم إلى مصر هاربا من المنصور طلبه المنصور بمصر ، فاتّهم به غوث بن سليمان أن يكون غيّبه عنده ، فورد كتاب المنصور على يزيد بن حاتم أمير مصر يأمره فيه بحبس غوث ، فحبسه.
أنبأنا أبو محمّد بن حمزة ، عن أبي القاسم خلف بن أحمد بن الفضل ، أنبأنا أبو (١) محمّد عبد الرّحمن بن عمر ، أنبأنا أبو (٢) عمر محمّد بن يوسف ، حدّثني ابن قديد ، عن عبيد الله ـ يعني ابن سعيد بن عفير ـ عن أبيه ، عن عبد الصّمد بن حمزة بن زياد ، وكان حمزة بن زياد كاتبا لغوث أن غوثا لما حبس كتب مع حمزة بن زياد إلى صالح بن علي ، فكتب فيه صالح إلى أبي جعفر [المنصور] بستوهبه إياه ، فوهبه له ، وكتب له سجلا منشورا بردّه حيث لقي ، فلقي وقد جاوز حلب ، فأبى أن يرجع ، ومضى حتى قدم العراق ، وأبو جعفر حاجّ ، ثم قدم أبو جعفر فاعتذر إليه ، فعذره ورده إلى مصر.
قال : وأنبأنا أبو عمر قال : ثم ولي القضاء بها ـ يعني : بمصر ـ أبو يحيى غوث بن سليمان بن زياد بن ربيعة بن نعيم بن ربيعة بن عمرو بن عبيدة بن جذيمة بن عمرو بن زيد بن مالك بن زيد بن الحارث بن عمرو بن حجر بن قيس بن كعب بن سهل بن زيد بن حضرموت من قبل الأمير أبي عون يوم الأحد للنصف من شهر رمضان سنة خمس وثلاثين ومائة ، حدّثني بذلك يحيى عن خلف عن أبيه عن جده.
قال : وحدّثني قيس بن حملة الغافقي ، حدّثني ياسين ، حدّثني فضالة بن المفضّل عن أبيه قال :
لم يكن غوث بن سليمان بالفقيه ، لكنه كان أعلم الناس بمعاني القضاء وسياسته ، وكان أمره من أحسن شيء ، وكان هيوبا.
قال أبو عمر : فوليها غوث إلى خروجه إلى الصائفة خمس سنين ، أخبرني بذلك يحيى عن خلف ، عن أبيه وكان خروجه في جمادى الآخرة سنة أربعين ، ثم ولي القضاء بها يزيد بن عبد الله بن عبد الرّحمن بن بلال خليفة لغوث على القضاء ، ثم عاد غوث بن سليمان إلى
__________________
(١) لفظة «أبو» كتبت تحت الكلام بين السطرين في الأصل.
(٢) لفظة «أبو» كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.