الصيف المتزايدة. فبحلول اليوم السادس والعشرين من الشهر انقطع ظهور الإصابات فيها. ففتح المستر غروفز بيته بعد ذلك في الحال ، وخرج القلائل من السكان الباقين على قيد الحياة من البيوت ليتفرجوا على حطام مدينتهم المهيضة الجناح. وقد كان المنظر يبعث في النفس قدرا كبيرا من الكآبة وانقباض النفس. فلم يبق قائما من بنايات بغداد كلها سوى مجموعة صغيرة على ضفاف النهر حيث كان مستوى الأرض مرتفعا ، وجامع واحد أو جامعين كانت جدرانهما وأسسهما قد شيّدت بمزيد من المتانة منذ البداية. وحتى البنايات التي بقيت قائمة بعد كل ما حدث يندر أن توجد واحدة منها لم يحصل فيها شيء من التصدع أو التخريب. وقد استمر سقوط الدور وتداعي الجدران حتى بعد هبوط منسوب المياه في النهر ، بالتأثير الذي أحدثه الماء في مواد البناء والانخساف الذي أخذ يحصل في الأرض. وفيما وراء هذه المجموعة من الأبنية كان يمتد إلى جميع الجهات فضاء خال يصل إلى الأسوار نفسها ، ويتسم ببقايا الجدران المهدمة وخرائب الدور التي يتكون منها ما يزيد على ثلثي المدينة. وكانت توجد هنا وهناك بحيرات كبيرة تخلفت في البقع المنخفضة من الأرض بعد انحسار المياه الفائضة. ومن بين خطوط الأسواق الطويلة ، أصاب الخراب العام عددا غير يسير منها ، وقد مرت مدة طويلة قبل عودة الأسواق التي بقيت غير مهدمة إلى الامتلاء ، والدكاكين إلى فتح أبوابها من جديد بمقدار يعتد به. فإن معظم التجار ، وجميع الصناع وأرباب الحرف تقريبا ، قد أتى عليهم الموت فأزالهم من الوجود. وإنك في هذا اليوم لو أردت أن تحصل على بعض الحاجيات المصنوعة ، التي كانت تشتهر بصناعتها هذه البلاد ، يقال لك «آه» ، إن ذلك لا يمكن الحصول عليه الآن لأن جميع من كانوا مختصين بصنعه قد ماتوا». ولذلك فقد انمحت من هنا صنعات معروفة بأكملها ، ومر وقت غير يسير قبل أن يصبح من الميسور للسكان الباقين على قيد الحياة الحصول على ضرورياتهم الاعتيادية ، كالأغذية والملابس.
وبعد ذلك جاءت المجاعة الشريرة تكشر عن أنيابها فقضت على قسم من الأحياء الذين بقوا في المدينة بعد الطاعون ، لكنني سوف لا أتطرق إليها بشيء. على أن خراب القرى المحيطة بالمدينة ، وتأثيرات الحرب وما سببه