والشيخوخة ، والجمال والتشويه ، بنفس المظهر المضلل ، والفكرة التي توحيها كل امرأة تتزيا بهذا الشكل فكرة تنم عن عجوز شمطاء مخيفة ، متسربلة بلباس الفقر والضعة.
ومع هذا ، فهل يحمي هذا المظهر المنفّر في الحقيقة الثمرة المحرمة عن العيون المشتاقة يا ترى؟ وا أسفاه! إن قصص الحب والمكر التي لا ينضب معينها ، والكوارث المفجعة التي تنتهي بها مآسي الحب والجريمة هذه ، تحدثنا عن قصة تختلف تمام الاختلاف عن هذه وتثبت بكل تأكيد أن القوة المجننة والعواقب التي تنطوي عليها العواطف المكبوتة في هذه البلاد وجميع البلاد الأخرى هي شيء واحد. فمن المعروف تمام المعرفة أن هذه البراقع الواقية في الحقيقة تحجب عن الأنظار في بعض الأحيان أجمل حسناوات الحريم ـ نساء شابات جميلات ، وسواء أكن جميلات أم لم يكن فهن يرتدين أفخر وأبدع ما يمكن أن تسمح به ثروة الوالد أو الزوج. فالتركي يصرف ثروته التي يحاذر التظاهر بها في الخارج على نسائه وبيته ، ويكون صرفه هذا سخيا. فقد تكون غرفة استقباله حقيرة ، وقد يكون سجاده قديما متهرئا ، ووسائده بالية ، وقد يكون الشال الذي يلف به رأسه أو محزمه رثا أو من غير النوع الكشميري الأصلي ، لكن غرف الأماكن التي يمنع الدخول إليها لاتكون مؤثثة تأثيثا مريحا حسب بل مترفا أيضا. ولو تيسر لك الدخول لوجدتها مفروشة بسجاد هراة وكرمنشاه ، ويانات قايين وتفت ، ولرأيت فيها الچيت من الهند وإنكلترة ، والشراشف من يوركشاير وغلوستر شاير ، والحراير من الصين أو يزد أو كاشان ، تزين غرف نسائه وتجعلها جميلة مريحة. وستجد كذلك رؤوسهن مكللة بالشال الكشميري أو بأغلى كفافي ليون المطرزة ، وأجسامهن تكتسي بأبهى أنواع القطيفة وتتدثر بأغلى الفراء. وستلاحظ كذلك آذانهن وجباههن وأعناقهن تتألق بالجواهر ، وشعورهن مضفورة باللآلىء ، وأصابعهن مغطاة بالخواتم المتلألئة ، ومظهرهن كله مع كل شيء من حولهن يدل على الثراء والترف.
وليس هناك في الحقيقة أكثر زهاء وبهاء في اللون والمادة من لباس