ولا بمباهج أحاديثهن وإنما يستنجدون بالمغنيات والراقصات كذلك. وحينما تكون الحفلة في أوجها وتنطلق أصوات المغنيات والراقصات ثم تتصاعد قرقعات التصفيق من الحاضرات كلهن يصل الضجيج والضوضاء إلى القمة. وقد كنت أتمنى أن يكون تحدث الحسناوات في بغداد بالصوت العالي الذي أتيت على وصفه العيب الوحيد فيهن. ولكنهن ، وهن المعروفات بالجهل ، ينفّرن الأشخاص المتفوقين عليهن من حيث التهذيب بسماجتهن ، ودناءتهن ، وفضولهن. ومن الخطر أن يطلق لفيف منهن بين أشياء منتقاة غريبة ، لأنهن يتهافتن عليها بالمخلب والناب فيشوشن ترتيبها بالكلية ، أو يقطعنها ويفككنها. إذ يتقن لها ، بل ويطالبن بها بخشونة بالغة أحيانا ـ وقد يحصلن على ما يعجبن به حتى عن طريق السرقة أيضا. أما طريقة حديثهن وتخاطبهن فتتميز بكل شيء عدا التحفظ والرقة ، ولا يمكن أن يرتفعن بطبيعة الحال إلى أعلى من نطاق تعلمهن المحدود ومجال عقولهن. على أنهن قد يتحلين في بعض الأحيان بسلوك السيدات المحترمات على ما يقال ، وكثير