جميع الأنواع والأشكال وهم يستعجلون في رواحهم وغدوهم. وقد كان ساحل الضفة الشرقية بأجمعه مغطى بجماعات الناس الذين كانوا يصلون إليه من الجانب المقابل. ويعد الهايتة سواقا سباحين للبغال والحمير التي تساق لتعبر النهر سباحة عند الضرورة ، ولذلك نراهم الآن وهم لا يزالون يسوقون هذه الحيوانات إلى ضفافه في الجانب الآخر. والمنظر في الساحل على جانبي النهر خيط عجيب غريب ، إنه منظر يمكن أن يكون مضحكا إلى آخر حد لو لا الشقاء والبؤس المقترنين به. إذ يرى الرائي هنا رجلا ينقض على خروف فيأخذه بينما يكون صاحب الخروف المسكين قد هرب مع الحمل إلى الجانب الآخر. وقد تسمع امرأة في زاوية من الزوايا وهي تمزق الهواء بصراخها وعويلها من أجل طفلها أو زوجها الذي قتل أو أغرق في النهر ـ لأن كثيرا من القفف قد غرقت فابتلعها النهر بأحمالها. وقد تجد كذلك امرأة أخرى وهي تندب حظها بلهجة لا تقل إيلاما عن صاحبتها الأولى وتتحسر على ضياع ممتلكاتها وأثاث بيتها على يد وغد لئيم سرق بيتها على منظر منها ، وربما يكون واقفا على مقربة منها. والخلاصة ، أن السلب والانتهاك هما اللذان يستوليان على المدينة بأجمعها الآن ، ولا يعاني من ذلك إلا الضعيف في كل مكان.