قبل ، كان قد أخفق في مناسبة سابقة حينما أعطيت له نفس الصلاحية والمنصب. وقد كان هؤلاء العقيل أنفسهم هم الذين طردوه حينما كانت بعهدته قافلة كبيرة مهمة على مقربة من بغداد نفسها. لكن هذا كله قد لفه النسيان ، وصرف النظر عن العواقب ـ فاللحظة الحالية وحدها هي التي تلاحظ وتؤخذ بنظر الاعتبار.
لقد قرر المستر فنلي ، الذي كان نزيلنا المؤنس ورفيقي في جميع جولاتي وركوبي ، أن ينفذ فكرة القيام برحلة عن طريق النهر بعد أن مل الانتظار إلى حين افتتاح الطريق. وبعد أن أجرى التحضيرات اللازمة استقل مركبا كان متوجها إلى البصرة. لكن المستهل الأول للرحلة كان شيئا غير مشجع ، لأن المركب لم يقطع خمسة أميال حتى أوقف بحجة وجود خيول فيه لم تدفع عنها الرسوم الحكومية المطلوبة. وقد حصل بهذه المناسبة منظر تختص به هذه الجهات ، حيث تبين أن الرسوم المطلوبة كانت قد دفعت ولكن ليس إلى الشخص المختص نظرا لحصول بعض التغييرات والتبدلات الرسمية. وعلى هذا حضر اثنان من الهايتة يمثلان الموظف المختص ، ومن دون سؤال أو رحمة انهالا على بحارة المركب والركاب بالضرب والإهانة وأمراهم بإخراج جميع الخيول الموجودة فوق ظهر المركب. فتدخل الدكتور روص ، الذي كان قد رافق المستر فنلي لمسافة في المركب ، في قضية جواد المستر فنلي نفسه وأرجع ذينك الرجلين إلى صوابهما. وعلى أثر إشعار أرسل إلى المقيم أوفد رسول في الحال إلى محل الحادث ، وبكل برودة وهدوء صرف الرجلين الخبيثين من دون أي سؤال آخر. ولو لا أن تهيىء الصدفة وجود رجل إنكليزي في المركب لنهب المركب على وجه التأكيد ، وأضاع أصحاب الخيل ما يملكون ، أو أجبروا على دفع مبالغ غير يسيرة لاستعادتها. هذه هي شرطة بغداد ، وهذا عدلها!!
١٧ كانون الأول
وصلت من إنكلترة هذا اليوم رزم ورسائل وأخبار إلى حد اليوم التاسع